دينيّة
08 آب 2016, 11:00

كاهن إلى الأبد!

ريتا كرم
هو موسم الأعراس والأفراح، فيكاد كلّ بيت لا يخلو من بهجة الـ"نعم" الّتي يقولها أحد أبنائه، وكيف إذا كانت تلك قد أعلنها ولدهم لله في يوم عرسه الكهنوتيّ؟

 

نعم هو عرس، فالابن اختار أن يدخل حظيرة الآب ويلتزم معه بعهد أبديّ، ليصبح على صورة المسيح الكاهن بعد أن يوسم بالرّوح القدس بوسم روحيّ لا يبلى، ويضحي قادراً على العمل باسم المسيح رأس الكنيسة، ويدخل في العمل التّبشيريّ كارزاً بالإنجيل، مستمدّاً القّوة في الخدمة من الإفخارستيّا، فيقود القطيع إلى الملكوت.

انتقاهم الله كالوردة من بين النّاس لخدمة هؤلاء في شتّى الظّروف، سلميّة كانت أم حالكة، فيزرعهم في مختلف بلدان العالم حيث الحاجة لهم.

اختارهم ليزهروا في مجتمعاتهم وينطلقوا من يسوع مصدر الكهنوت الأوحد ومبدأه، إذ منه كلّ كهنوت.

هم في يوم عرسهم يشرقون بنور استثنائيّ، فعلى وجوههم ترتسم ابتسامة تعدي كلّ من نظر إليهم، وفي عيونهم دموع اغرورقت بها وسالت على وجوههم فرحاً لحظة إعلانهم كهنة مستحقّين.

هم يجولون الكنيسة الّتي تعجّ بالمدعوّين إلى وليمة العرس هذه، وفي مقدّمتهم والدي وأشقّاء "العريس"، يجولونها فخراً وكأس القربان على رؤوسهم، وسط زغاريد الفرح الّتي يطلقها الموجودون، فما أبهى تلك اللّحظة، وكم هي جليلة الغبطة الّتي تنسكب في روح الشّاهدين على هذه المناسبة.

يصبحون كهنة بوضع يد الأسقف، فيستلمون السّلطان الكهنوتيّ، ويرتدون ثوبهم فينزعوا عنهم الإنسان القديم ويلبسون ثوب الطّهارة والبراءة وصفاء النّيّة، يلتحفون بثوب الفضيلة والنّعمة والقداسة؛ فيليق بهم حينئذ تقديم الذّبيحة لأنّ هؤلاء لبسوا البرّ ليسيروا في درب المسؤوليّة الجديدة والاهتمام بنفوس البشر وخلاصهم.

من أجل كلّ الكهنة نصليّ ليكونوا كما يقول البابا فرنسيس: "رعاة لا أجراء! وسطاء لا متوسّطين! ضعوا دائماً نصب أعينكم مثال الرّاعي الصّالح الّذي لم يأتِ ليُخدم بل ليَخدم، وليخلّص ما كان ضائعاً."