ثقافة ومجتمع
27 كانون الثاني 2016, 14:54

كان وأصبح.. لبنان

هو بلد الـ10452 كم2، تحدّه سوريا من الشّمال والشّرق وفلسطين من الجنوب.

كان هذا البلد بلد الفصول الأربعة، بلد الخضار الصّاخب والجبال الشّامخة والصّخور الصّلبة والشّاطئ النّظيف والبحر النّقيّ والهواء العليل.

ولكن، هذا البلد نفسه، في أيّامنا السّوداء هذه، والظّروف المعاكسة التي يعيشها، أصبح بلد النُّفايات والأمراض والرّوائح الكريهة والكسّارات بعيد كلّ البعد عن النّظافة.

كان البلد الذي إنطلق منه الحرف من على شواطئ أحد أجمل مدنه، بيبلوس - جبيل، بلد الفنون والعلم والصّحافة، بلد متعدّد وغنيّ بثقافته وتنوّع حضاراته. كان بلد السّياحة والتّجارة والخدمات، وكان يُسمّى بـ"سويسرا الشّرق" و"باريس الشّرق".

ولكنّ اليوم، أصبح غنى هذا البلد وثقافته بتراجع وسط ضجيج العنف والفتن، أصبحت صحافته مكبّلة بقيود السّياسة والقمع.

البلد الفريد بموقعه الإستراتيجي ومحيطه المميّز، أصبح بلدًا تتصارع عليه الدّول الخارجيّة للإستئثار على موارده الطّبيعيّة وإشباع مصالحها الإقتصاديّة.

كان هذا البلد جمهوريّة برلمانيّة، وبلد المسلمين والمسيحيّين المتضامنين على أرض واحدة.

ولكنّ، هذا البلد نفسه أصبح بلد الفراغ الرّئاسيّ والتّمديد النّيابيّ والتّعطيل الحكوميّ، بلد الحروب الأهليّة والفتن الدّاخليّة، بلد الكراهيّة والتّفريق والعنصريّة بين الطّوائف والأحزاب.

بلد التغيّرات المستمرّة هذا، المتأثّر بالأوضاع الخارجيّة والدّاخليّة أبدًا، كان وسيبقى دائمًا لبنان الذي نحبّه كيفما كان وكيفما أصبح، على أمل أن يستقرّ إقتصاديًّا، سياسيًّا وأمنيًّا، كما يحلم الجميع.