كالمجوس.. بحثًا عن المسيح

‫وبتأمّلٍ في ما كتبه الحبر الأعظم، لا بدّ من أن نتشجّع كمؤمنين للهمّ بحثًا عن المسيح، إذ قال: "إنّ المؤمن الذي يحرّكه الإيمان يذهب باحثًا عن الله في الأماكن المخبّأة، على غرار المجوس، لأنّه يدرك أنّ الرّب ينتظره هناك."
‫الإيمان إذًا هو المحرّك الأساسيّ الذي يدفعنا إلى خوض مغامرة البحث عن الله. الإيمان بكلّ ما يحمله من رجاء وفرح وطموح والتزام يعبّد طريق الخلاص بالإشارات والمساعدات الإلهيّة التي تسهّل عمليّة العثور. ‫والله موجود في حياتنا، بكلّ تفاصيلها، يرمق إلينا بعينه السّاهرة حزينًا على تخبّطاتنا، مسارعًا إلى انتشالنا من أودية الخطيئة العميقة، مؤكّدًا لنا، في كلّ فرصة، حضوره الدّائم معنا وبيننا طيلة أيّام حياتنا.
‫أمام كلام البابا فرنسيس، لنتعهّد بكلمة صادقة وبقلب يغمره الإيمان وبعقل تسكره التّعاليم أن نباشر اليوم رحلة البحث عن المسيح. رحلة يكون فيها الإيمان قائدنا المخلص وهدفنا يسوع المخلّص وأداة بحثنا المحبّة والتّواضع والخدمة، رحلة إلى أماكن مخبّأة ينتظرنا فيها المسيح بشغف وحرارة.
‫كالمجوس إدًا سنسير صوبك يا ربّ، حاملين قلوبنا بين أيادينا لنقدّمها تحت قدميك فتنقّيها وتطهّرها وترفعها إلى حيث تليق بك، فنستحقّ أن نكون أبناءً صالحين لك وإخوة بارّين لابنك يسوع.