ثقافة ومجتمع
28 أيار 2015, 21:00

كأس العالم في قطر يتفوّق على معاناة النيباّليّين

(رندلى سلامة نعيّم، نورنيوز) في قطر، تقدّمت الاستعداداتُ اللوجستية لاستقبال كأس العالم في كرة القدم، على معاناة العمال النيباليين الذين فقدوا أحباءهم وأهلهم وأصدقاءهم خلال الزلزال الأخير الذي ضرب البلاد، حاصدًا أكثر من ثمانيةِ آلافِ ضحيّة.

طلبُ العمّال النيباليّين المنشغليين ببناء ملاعب كأس العالم للعام 2022، والمتمثّل بالعودة إلى بلادهم لزيارة أقربائهم أو المشاركة في دفن الضحايا الذين سقطوا، قُوبِلَ بالرّفض.
قطر قررّت أنّ النيباليين لن يتمكّنوا من مغادرة بلادها. وأمّا حكومة كاتماندو فاكتفت بشجب الطريقة التي يُعامل بها أبناءُ وطنها. إذ إنّ النيبال تعتمد في تعزيز اقتصادها على قطر، وبخاصّةٍ بعد الدمار الناجم عن الزلزال الأخير، وارتفاع معدل البطالة. فالبلاد منكوبة ولا يمكنها الاستغناءُ عن المداخيلِ الماليّة التي يُقدّمها المغتربون، وتسهم في 20% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
يفتح هذا الحدث ملفّ استغلال العمّال الأجانب في الدول صاحبةِ النفوذ، ويؤكد في الوقت عينه إهمال بعض الحكومات عمّالَها. كما يسلّط الضوء على تقارير سابقة ذكرت أنّ مليون شخص ونصف المليون يتحدّرون من جنوب آسيا، يعملون في ظروف قريبة من الاسترقاق.
وبحسب الأرقام التي جمعتها لجنة التنسيق الخاصة بالمغتربين النيباليين، لاقى أكثر من 400 عامل نيبالي حتفهم في ورش بناء قطرية. وقد تأثر أمين عام منظمة العفو الدولية، سليل شتي، بهذه الأرقام، فقال: "إنه أمر لا يغتفر أن يستغلَ أحدُ أغنى البلدان في العالم عماله الأجانب ويحرمُهُم من جدول رواتبهم ويحكمهم بحياة غير مستقرة".