ثقافة ومجتمع
10 تشرين الأول 2018, 13:00

قطرات من المحبّة لمكافحة الفقر

ميريام الزيناتي
"الفقر هو جوهر رسالة المسيح"، يقول البابا فرنسيس، كيف لا وقد ولد في مذود؟ ابن الله عاش حياة الفقر بتواضع ليوصل للعالم رسالة حبّ ويحثّه على الاهتمام بفئة مهمّشة من المجتمع، فكيف نذكرها في يومها العالميّ؟

 

ما يجب أن نتذكره اليوم هو أنّ الجوع إلى المحبّة بات أعظم من الجوع إلى الخبز، وهو قول كانت تردّده الأمّ تريزا خلال مسيرة عطائها. هي الّتي أوضحت في مناسبات عدّة أنّ أسوأ أنواع الفقر وأكثرها ألمًا هو الشّعور بالوحدة والرّفض. فإذا ما أردنا مساعدة أحد المحتاجين، يجب أن نلتفت إليه بمحبّة مطلقة ونشعره بالدّفء، فعطاؤنا لا يكفي من دون ابتسامة خصوصًا إذا كان عطاء مليئًا بالتّمنين.

أمّا يسوع فتكلّم عن أهمّيّة فلس الأرملة، فلس قد لا يكفي لتضميد جروح عميقة، فهو لن يكفي لمحو الفقر ولا حتّى لإشباع الجوع، إنّما في هذا الفلس تتجسّد المحبّة المطلقة. فكم هو كبير قدر الحبّ الّذي يحمله الفقير في قلبه عندما يعطي كلّ ما لديه ولو كان هو بأمسّ الحاجة إليه!

قد لا نتمكّن من القضاء على الفقر، هذه الآفة المستشرية في عصرنا، بالرّغم من قدرة كبار المسؤولين على إيجاد آلاف الحلول لمحوه، كالكفّ عن الاستثمار في السّلاح والحروب، ولكن بإمكاننا أن نحاربه بأفعال محبّة قد تغني قلب المحتاج بشعور قد يمحو فراغًا تركته القلّة في نفسه.