ثقافة ومجتمع
13 تموز 2020, 13:00

قضيّة آيا صوفيا تتفاعل… والبابا يتألّم!

ماريلين صليبي
رسميًّا، آيا صوفيا من كاتدرائيّة إلى مسجد...

تاريخ التّقلّبات التي شهدها هذا المعلم التّاريخيّ في اسطنبوللم يسلم من موجة الاستنكارات الدّوليّة السّياسيّة والدّينيّة الكنسيّة.

الكاتدرائيّة الأرثوذكسيّة تحوّلت إلى متحف قبل أن يُعلَن رسميًّا عن جعلها مسجدًا رُفعت فيه الآيات القرآنيّة إلى جانب الأيقونات المسيحيّة.

هذا الصّرح الدّينيّ يُعدّ من أهمّ التّحف المعماريّة التي استُغلّت، للأسف، للمناكفات السّياسيّة والأهداف السّلطويّة. مقاربةٌ أسف البابا فرنسيس حيالها إذ قال في عظته الأسبوعيّة في ساحة القدّيس بطرس إنّه يشعر بالألم لقرار تركيا تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد : "فكري مشغول بإسطنبول. أفكّر في القدّيسة صوفيا والألم يعتصرني".

آيا صوفيا مكان مقدّس كان يعزّز الوحدة والشّعور بالتآزر بين المسلمين والمسيحيّين، إلّا أنّ هذا القرار السّياسيّ زرع التّحريض على المرارة وشجّع القوى على التّنافر. المكان الذي كان للّقاء والتّبادل بين الدّيانتين تحوّل إلى شرارة استبعاد وانقسام، إذ هدّد قرار تحويله إلى مسجد طموحات مجموعات كبيرة من المؤمنين، داخل تركيا وخارجها، ما يحيي الانقسامات بين المجتمعات الدّينيّة.

إذًا، لم يفوّت البابا فرنسيس التّطرّق لقرار تركيا، إذ لطالما كان يُعتبَر معلم آيا صوفيا مكانًا للّقاء... واقع يذكّرنا مرّة جديدة بأنّ المصالح السّياسيّة باتت فساد يتغلغل في المجتمعات، على أمل ألّا تلغي هذه الكراهية ما تبقّى من خير في هذا العالم المُرّ...