قصّة مهاجر...

أخبر جليل في مقابلة أجراها أنّه ولد وتربّى في الأرجنتين متنشّقًا هواء أجنبيًّا، غير أنّه نمى على أصول مئة في المئة لبنانيّة.

انتقل إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة، تحديدًا إلى واشنطن ونيويورك حيث تطوّر أكاديميًّا، واصفًا نفسه بثقة قائلًا: "قلبي أرجنتينيّ، روحي لبنانيّة، عقلي أميركيّ!"

هذا المزيج الثّقافيّ إذًا دفع بجليل إلى الانخراط في الجمعيّات اللّبنانيّة الاغترابيّة أوّلًا ليستقلّ بعدها مؤسّسًا CELIBAL الهادفة إلى نشر أهمّيّة لبنان.

فبحسب جليل، إنّ الهويّة اللّبنانيّة مشوّهة في عقول الجالية اللّبنانيّة في الخارج؛ جالية تعرف بسطحيّة أنّ الدّبكة رقصة فلكلوريّة والتّبولة طبقًا أصوليًّا، إلّا أنّها تغيب عنها ماهيّة لبنان الحقيقيّة وما يمثّله بلد الأرز بالفعل.

الفرادة والتّميّز اللّبنانيّ محور أعمال CELIBAL، فجليل يسعى من خلال المؤسّسة إلى التّفسير عن قصّة لبنان وتاريخه وجماله، إيمانًا منه أنّه من خلال التّعرّف على جوهر لبنان، تستطيع الجالية اللّبنانيّة أن تكون سفيرة بلدها في الاغتراب، بلدها الذي يستحقّ التّعمّق في اكتشافه.

تجري CELIBAL محاضرات في المدارس والجامعات والشّركات في أميركا اللّاتينيّة، تنظّم رحلات إلى لبنان وتقوم بنشاطات ثقافيّة تحثّ المغتربين على التّواصل مع بلدهم الأمّ.

يقول جليل إنّ علاقة الجالية بلبنان شبيهة بتلك التي تربط الأمّ بطفلها؛ الاستفادة والعطاء متبادلان، إذ يستفيد لبنان من خبرات المغتربين وروحهم المتحرّرة وإنجازاتهم وينشرون تنوّع لبنان وثقافته واحترامه الأديان.

"لبنان في قلب الجالية، في عروقها ودمها وروحها"، هكذا يصف جليل محبّة المغتربين لبلدهم، بلد عظيم لدرجة أنّه يصعب نسيانه، بلد يشتاق لضمّ أبنائه البعيدين بحرارة ودفء وألفة، بلد ينزف باستمرار دماء لبنانيّة شابّة تسعى إلى إيجاد الاستقرار خارجًا...