ثقافة ومجتمع
21 شباط 2017, 06:52

قصّة من الأدب الايطالي

يحكى أن حاكم ايطاليا دعا فنانا ً تشكيليا شهيرا و أمره برسم صورتين مختلفتين و متناقضتين عند باب اكبر مركز روحي في البلاد امره أن يرسم صوره ملاك و يرسم مقابلها صوره الشيطان لرصد الاختلاف بين الفضيله و الرذيله وقام الرسام بالبحث عن مصدر يستوحي منه الصور وعثر على طفل بريء وجميل تطل السكينه من وجهه الابيض المستدير وتغرق عيناه في بحر من السعاده ذهب معه الى اهله و استأذنهم في استلهام صوره الملاك من خلال جلوس الطفل امامه كل يوم حتى ينهي ذلك الرسم مقابل مبلغ مالي وبعد شهر اصبح الرسم جاهزا و مبهرا للناس وكان نسخه من وجه الطفل مع القليل من ابداع الفنان ولم ترسم لوحه اروع منها في ذلك الزمان

  وبعد ذلك بقي رسم وجه الشيطان فبدأ الرسام مجددا في البحث عن شخص يستوحي منه وجه صوره الشيطان وكان الرجل جادا في الموضوع لذا بحث كثيراً وطال بحثه لاكثر من ثلاثون عاما واصبح الحاكم يخشى ان يموت الرسام قبل ان يستكمل التحفه التاريخيه لذلك اعلن عن جائزه كبرى ستمنح لاكثر الوجوه اثاره للرعب وقد زار الفنان السجون و العيادات النفسيه و الحانات .و اماكن المجرمين لكنهم جميعا ً كانوا بشرا ًو ليسوا شياطين

 

وذات مره عثر الفنان على(الشيطان!) وكان عباره عن رجل سيء يبتلع زجاجه خمر في زاويه ضيقه داخل حانه قذره اقترب منه الرسام وحدثه حول الموضوع ..

و وعد بإعطائه مبلغ هائل من المال فوافق الرجل وكان قبيح المنظر كريه الرائحه اصلع وله شعرات تنبت في وسط رأسه كأنها رؤوس الشياطين وكان عديم الروح و لا يأبه بشيء ويتكلم بصوت عال ٍو فمه خال ٍمن الاسنان فرح به الحاكم لان العثور عليه سيتيح استكمال تحفته الفنيه الغاليه جلس الرسام امام الرجل و بدأ برسم ملامحه مضيفاً اليها ملامح ( الشيطان !) وذات يوم التفت الفنان الى الشيطان الجالس امامه و اذا بدمعه تنزل على خده فاستغرب الموضوع وسأله اذا كان يريد ان يدخن او يحتسي الخمر فاجابه بصوت اقرب الى البكاء المختنق انت يا سيدي زرتني منذ اكثر من ثلاثون عاما حين كنت طفلا صغيرا واستلهمت من وجهي صوره الملائكه وانت اليوم تستلهم مني صوره الشيطان لقد غيرتني الايام و الليالي حتى اصبحت نقيض ذاتي و انفجرت الدموع من عينيه و ارتمى على كتف الفنان وجلسا معا يبكيان امام صوره الملاك العبرة :

ان الله خلقنا جميعنا على صورته ومثاله  ولكن نحن من نخلق من انفسنا احيانآ شياطين فلنصنع أنفسنا بأنفسنا ولكن لاينبغى علينا أن نفسد الصورة السليمة التي خلقنا عليها الله