ثقافة ومجتمع
13 حزيران 2017, 08:22

قصّة اليوم: وأنت خلف ماذا تركض؟

إقترب تاجر من زعيم قبيلة قائلاً: "لقد مرّت سنون كثيرة وأنا أساعدكم وأنقل جميع البضائع الّتي تحتاجون إليها وأصبح من حقّي أن أًكرّم. أريدك أن تعطيني قطعة أرض كبيرة وأعدك أنّك لن تندم لأنّني سوف أعتني بها وأجعلها تنتج ثمارًا كثيرة"، فأجاب الزّعيم متسائلاً: ما هي مساحة الأرض الّتي تريدها؟ لا بدّ أنّها كبيرة! لنعقد اتّفاقًا: غدًا عند طلوع الشّمس، إبدأ بالسّير على الجزيرة وستكون كلّ المسافات الّتي تقطعها ملكًا لك لكن بشرط أن ترجع إلى نقطة الانطلاق قبل مغيب الشّمس وحلول الظّلام.

 

وافق التّاجر وفرح كثيرًا بهذا العرض، وقبل طلوع الشّمس بدأ مسيرته. وبعد مرور ساعتين وقف ليرتاح فنظر إلى الخلف ووجد أنّه قد مرّ بأراض كثيرة وتلال رائعة، فتابع مسيرته بدون أن ينسى الشّرط الأساسيّ. وحين همّ بالرّجوع، التفت ورأى بحيرة بغاية الرّوعة فقال: لا زلت أملك وقتًا للعودة والبحيرة تنفعني، سوف أسير حولها لتصبح ملكي. ورأى بستان زهور وشلّال مياه رغب باقتنائهما أيضًا، فبقي يسير باتّجاه كلّ ما يلفت انتباهه حتّى داهمه الوقت من دون أن يتمكّن من بلوغ هدفه في الوقت المحدّد.

وأنتَ الّذي تركض كثيرًا حتّى تحصل على كلّ شيء في هذه الدّنيا، هل أنتَ متنبّه أنّ الشّمس سوف تغيب قريبًا وأنّك لن تحتفظ بشيء من كلّ الّذي جمعتَه؟ لا تجعل الطّريق تلهيك بل صوّب نظرك نحو نقطة الوصول وإلّا سوف تضيع!

"تنزّهوا عن حبّ المال واقنعوا بما لديكم. قال الله: لن أتركك ولن أخذلك" (عب 13: 5)