ثقافة ومجتمع
01 آذار 2017, 09:39

قصّة اليوم: وأنا فخور جدًّا بأبي!

في أيّام طفولتي، يقول شارلي، كنت بصحبة أبي متوجّهين لمشاهدة عرض للسّيرك. وفي صفّ قطع التذاكر كانت أمامنا عائلة بانتظار دورها، كانوا ستة أولاد وأمّهم وأبيهم. كان الفقر باديًا عليهم، ملابسهم قديمة لكنّها نظيفة. كان الأولاد فرحين جدًّا وهم يتحدّثون عن السّيرك وعن الحركات والألعاب التي سوف يشاهدونها...وعندما جاء دورهم تقدّم الرجل وسأل مسؤول التذاكر عن كلفتها، وعندما أجابه، تلعثم الأب وأخذ يهمس في أذن زوجته.


يقول شارلي رأيت والدي يسارع لإخراج عملة ورقيّة فئة العشرين ويرميها على الأرض، ثم انحنى ورفعها ووضع يده على كتف الرّجل وقال له: "لقد سقطت منك هذه النقود". نظر الرّجل في عين والدي وقال له: "شكرًا سيّدي". وقد امتلأت عيناه بالدموع، حيث كان مضطرًا لأخذ المبلغ لكي لا يُحرَج أمام أبنائه.
وبعد أن دخلوا، سحب أبي يدي وتراجعنا من الصّف لأنّ والدي لم يكن معه غيرها... ومنذ ذلك اليوم وأنا فخور جدًّا بأبي!  لقد كان ذلك العرض أجمل عرض للسّيرك وإن كنت لم أره.