ثقافة ومجتمع
18 تموز 2017, 09:28

قصّة اليوم: مفاجأة سباق الجِمال!

يُحكي عن شاب صغير يملك جملًا أعرجًا سمع في يوم من الأيام عن سباق للجمال، فقرّر أن يشارك فيه ويحاول الفوز به على الرغم من إعاقة جمله. تقدّم إلى مكان التّسجيل وطلب تسجيل اسم جمله في السّباق، فاستغربت لجنة التّسجيل من طلبه. أدرك الشّاب ما يفكرون به فقال لهم: "ما سبب الغرابة، إنّ جملي سريع العدو وقوي البنية"، إلّا أنّ اللّجنة خافت من أن يتعرّض هذا الجمل المسكين إلى سوء أو يصيبه أي خطر خلال السّباق، فطلبوا منه أن يوقّع لهم على دخول السّباق على مسؤوليته، فوافق الشّاب.

 

وعندما حان الموعد تجمّعت الجمال في نقطة انطلاق السّباق .بدأ الجميع يسخر من الجمل الأعرج، ولكنّ الشّاب جابه هذه السّخرية بابتسامة وقال لهم: "سوف نرى في نهاية السّباق من هو الجمل الأقوى والأسرع".

أطلق الحكم صفّارة بدء السّباق، وانطلقت جميع الجمال كالسّهام بسرعة شديدة، وكان الجمل الأعرج آخر المتسابقين، ولكن على الرّغم من إعاقته صبر وتحمّل.

كان على الجمال أن تتسلّق الجبل ثم تعود من جديد إلى نقطة البداية، وكان الجبل عاليًا جدًّا ووعرًا والطّريق طويلة ومتعبة والشّمس حارقة. حاولت الجمال الفتيّة أن تصعد بسرعة شديدة فأصابها الإنهاك بسرعة وسقط بعضها من شدّة التّعب، وقرّر البعض الآخر العودة خوفًا من إكمال هذا الطّريق الصّعب .أما الجمل الأعرج فكان يسير ببطء وقوّة وثبات.

تراجعت أكثر الجمال قبل الوصول إلى قمّة الجبل، والجمال التي وصلت إلى فوق كانت قليلة جدًّا، وكانت متعبة بشدّة فاستلقت حتى تستريح قليلاً، أمّا الجمل الأعرج فكان يسير بإصرار شديد حتى وصل إلى القمّة، ولم يكن يشعر بالتّعب لأنه كان يسير ببطء، فعاد مهرولاً بعرجته، والجمال المستريحة لم تنتبه إلآ بعد وصوله إلى أسفل المنحدر. حاولت الّلحاق به ولكنّها لم تستطع، وكان هو أوّل الواصلين إلى نهاية السّباق، ونال كأس البطولة وكان صاحبه الشّاب فخورًا جدًّا به وبعرجته .

 

"أستطيع كلّ شيءٍ بذاك الّذي يقوّيني" (فل 4: 13)