ثقافة ومجتمع
05 تموز 2017, 12:09

قصّة اليوم: لماذا لا تهتمّ بخلاص نفسك كما تهتم بشفاء جسدك؟

كان غنيّ يرفض قبول الأسرار المقدّسة ولا يحبّ الصّلاة. وكان له خادم أمين تقيّ شديد المحبّة له، وكان عزيزًا جدًّا على سيّده. وكان يقول أحيانًا لسيّده: "يا سيّدي، فكّر في نفسك، وقُم بواجبات العبادة لله"، وكان سيّده يجيبه: "إمّا أن أكون من المُخلّصين وأحصل على السّعادة الأبديّة، وعندئذ لا حاجة إلى الصّلاة، وأمّا أن أكون من الهالكين، وفي هذه الحالة لا تُفيدني الصّلاة شيئًا".

 

وحدث مرّة أن مرض ذلك الرّجل الغنيّ، فاستدعى خادمه وطلب منه أن يحضر له طبيبًا. سمع الخادم أمر سيّده وخرج، لكنّه لم يُحضر الطبيب. فلمّا جاء المساء، استدعى خادمه ثانية وقال له: "ألم أقل لك أن تستدعي الطّبيب؟ فلماذا لم تفعل؟". أجاب الخادم: "يا سيّدي، لقد فكّرت في نفسي وقلت: "إمّا أن يبرأ سيّدي من مرضه، وإمّا أنّه يموت. فإن كُتب له أن يبرأ فإنّه سيبرأ حتمًا بدون طبيب، وإن كان لا بدّ له أن يموت فماذا يستطيع الطّبيب أن يفعل له؟ لذا يُمكن الإستغناء عن الطّبيب. أليس الأمر كذلك يا سيّدي؟". أجاب السّيّد: "يا لك من أحمقّ، إنّ الله لا يريد أن تطلب منه معجزات بدون سبب، لكنّه أعطانا الوسائل الطّبيعيّة وأمرنا باستعمالها لنحصل على الشّفاء الجسديّ، ومن هذه الوسائل استدعاء الطّبيب. فأسرع وأحضره حالًا". فقال الخادم: "أصبت يا سيّدي، وها أنا ذاهب لإستدعاء الطّبيب. ولكن لماذا لا تفعل كذلك بشأن نفسك؟". فتأثّر الرّجل الغنيّ من كلام خادمه التّقيّ، وقال له: "أريد طبيبًا ليشفي نفسي أيضًا". فذهب الخادم بسرعة وأحضر معه الكاهن ليبرأ نفس سيّده.

"قبل المرض كن متواضعًا وعند ارتكاب الخطايا أظهر توبتك" (سي 18: 21)