قصّة اليوم: لا تتسرّع بحُكمك !
وافقت الأُنثى على ذلك وقالت "حسن، فالشتاء طويل والحَبّ قليل". وكان الحَبّ رطبًا مبللًا، فلمّا جاء الصيف جفّ الحَبّ وخفّ وصغُر حجمه. في هذا الوقت كان الذكر قد انطلق وغاب في الصحاري لبعض الوقت، فلمّا رجع رأى الحَبّ ناقصًا صغيرًا، فقال للأُنثى "ألم نتّفق على عدم الأكل من الحَبّ ؟! فلماذا قمت بأكله ؟!
فقالت الأُنثى "لم آكل منه شيئًا صدّقني، فأنا أُدخّره للشتاء"، فلم يصدّقها الذكر وأعمى الغضب عينيه وعقله وراح ينقر زوجته في رأسها بمنقاره حتى ماتت.
وجلس الذكر وحيدًا، فلمّا جاءت الأمطار ودخل الشتاء، رطب الحَبّ وزاد حجمه وامتلأ العشّ كما كان ...
فلما رأى ذلك ندم لأنّ حبيبته كانت صادقة وقال في نفسه "لن ينفعني الحَبّ بعد أن أهلكت حبيبتي"، وحزن حزنًا شديدًا ولم يتذوّق الطّعام والشّراب حتى مات نادمًا على تعجّله وتسرّعه في الحكم على حبيبته.
كم مرة ظلمنا أحبابنا بسبب تسرّعنا بالحكم عليهم وبسبب غضبنا وانفعالنا غير المبرّر ولم ينفعنا الندم.