ثقافة ومجتمع
06 نيسان 2017, 07:17

قصّة اليوم : سائق التاكسي وكلمة محبّة

في وسط الزحام الشّديد في القاهرة، في فترة خروج الموظفين، وقد تكدَّست الشوارع بالسّيارات وعلت آلات التنبيه، وظهرت علامات التعب النفسي على بعض سائقي السّيارات، أخذ جون وجورج تاكسي. إذ بلغا المكان المطلوب قدّم جون أجرة التاكسي للسّائق مع ابتسامة لطيفة، وهو يقول له: "إنّك سائق تاكسي فريد!"

 

"أتمزح؟!"

"لا، بل أنا مُعجب بقدرتك على قيادة السّيارة بمهارةٍ فائقة، وبأعصابٍ هادئةٍ، وبوجهٍ باش. إنك فريد!"

"شكرًا! إنّني لم أسمع أحد قط يمدحني هكذا"

إنّني لا أمدحك، لكنّني أعبّر بحق عمّا لفتني لديك".

فرح سائق السيارة وانطلق بالتاكسي في هدوء.

سأل جورج صديقه": لماذا قلت هكذا لسائق التاكسي؟"

"هذا هو أسلوبي، فإنه لن يُصلح أي مجتمع ما لم ترفع من معنويات كل إنسان ما استطعت. هذاالسائق يتعامل مع عشرات الأشخاص كل يوم، فإن شعر بإعجاب الناس به يقدّم خدمة ممتازة ويبعث روح السلام والمحبة في أعماقه كما في بيته ومع من يتعامل معهم".

"وهل تظن أن سائق التاكسي سيصلح الملايين في القاهرة؟"

"أنا أؤمن أن البذرة الصالحة إذ تُروى تصير شجرة وتضمّ في أغصانها طيورًا كثيرة وتظلّل على أناس وحيوانات كثيرة. إنّ العالم كلّه محتاج إلى كلمة محبّة صادقة تنبع من قلب مخلص في حبّه لكلّ البشرية".