ثقافة ومجتمع
27 شباط 2017, 09:35

قصّة اليوم: تأمّلوا طيور السماء

في يوم من الإيّام، ركض الصّبيّ الصّغير نحو والده الّذي كان يقف ككلّ صباح على النّافذة ينظر إلى البعيد ويتأمّل، وسأله "ما هو السّرّ يا أبي أنّك كل صباح تقف هنا وتنظر من النّافذة؟" أجابه والده "أحبّ أن أتأمّل هذه العصافير الّتي تقف مع بعضها على شريط الهاتف، تغرّد مع بعضها وتطير، وكأنها تبدأ نهارها بالتّسبيح والفرح قبل أن تنطلق للعمل بروح جماعيّة".

ابتسم الصبيّ وسأله من جديد عن سبب فرح هذه الطيور وعن صوتها المتناغم وكأنّه لا يوجد أسعد منهم على الأرض. فأجابه والده "هذه الطّيور تقف على أسلاك الهاتف وتثبّت وقفتها بمخالبها الصغيرة، بينما الأسلاك تحمل أحاديث الناس من بيت إلى آخر ومن ضيعة إلى أخرى، ربما تكون أحاديثهم جميلة وبنّاءة وربما العكس، لكن كل هذه الأخبار تمرّ تحت أقدام هذه الطيور من دون أن تفقد سلامها الدّاخليّ، والسبب أنّها تضع قلبها في يد الله، وتثبت في طريقه، وتفرح برعايته، فيا ليتنا نستطيع أن نتمثّل بالطيور فنبدأ نهارنا بالفرح ونكلّله بالعمل الجماعيّ بقلب واحد".