ثقافة ومجتمع
01 حزيران 2017, 06:35

قصّة اليوم: الطمع

كان رجل اسمه عبدالله يمتلك ثمانين جملًا، وكان يعيش من نقل البضائع من مكان إلى آخر عليها. وفي أحد الأيام، بينما كان يسير في الصحراء، قابل درويشًا أخبره أنّه يعلم مكان كنز مخفي بالقرب من المكان. ورضي الدرويش أن يدلّ عبدالله على مكان الكنز، شرط أن يأخذ نصف الجمال محمّلة بجواهر الكنز ويأخذ عبدالله النصف الآخر.

 

فرح عبدالله بهذا الإتفاق فرحًا لا حدّ له. فسار الدرويش إلى الجبل وفتح هناك باب كهف حيث وجد أكوامًا من الذهب والجواهر، فالتقط الدرويش كيسًا صغيرًا وضعه في عجلة في جيبه، ثمّ حمّلا الجمال، وسارت القافلة. وفي مفترق الطريق أخذ كلّ منهما نصف الجمال وسار في طريقه. على أنّ عبدالله بعد أن خطا بضع خطوات قال للدرويش إنّه يظن أنّ العدل يقضي بأن يأخذ هو عشرة جمال أخرى، فقبل الدرويش أن يعطيه. فزاد طمع عبدالله وطلب عشرة ثانية، ثمّ طلب عشرة ثالثة، فقبل الدرويش. وأخيرًا طلب العشرة الأخيرة فتنازل عنها الدرويش أيضًا. وكأن كلّ هذا لم يرض طمعه، فسأله عن "الكيس" الّذي خبّأه في جيبه، فأخبره أنّ به مرهمًا إن وضع منه في العين اليُسرى أبصرت كلّ كنوز الأرض المخفاة، وإن وضع منه في العين اليُمنى أصيب صاحبها بالعمى. طلب عبدالله أن تمسّ عينه اليُسرى فأبصر الكنوز، ولم يصدّق كلام الدرويش بل ألزمه أن يضع له في اليُمنى، وحالما وضع له المرهم أصيب بالعمى وصرخ طالبًا أن يردّ له بصره، أجابه الدرويش: "هذا أمر مستحيل، لقد أعمى الطمع نفسك والآن ها هو ذا يعمي عينيك لا علاج لذلك وستبقى أعمى طيلة حياتك". وأخذ الدرويش الجمال كلّها وترك عبدالله شحّاذًا أعمى.

"تبصّروا واحذروا كلّ طمع، لأنّ حياة المرء، وإن اغتنى، لا تأتيه من أمواله" (لو 12: 15)