ثقافة ومجتمع
18 آب 2017, 12:34

قصّة اليوم: الحصان الطائر

حكم أحد الملوك على شخصين بالإعدام لجناية ارتكباها، وحدّد موعد تنفيذ الحكم بعد شهر من تاريخ إصداره، فجلس أحدهما مستسلمًا خانعًا يائسًا ملتصقًا بإحدى زوايا السجن باكيًا منتظرًا يوم الإعدام.

 

أما الآخر فكان ذكيًّا لمّاحًا طفق يفكر في طريقة ما لعلّها تُنجّيه أو على الأقل تُبقيه حيًّا مدّة أطول. جلس في أحد الليالي متأمّلًا في السّلطان وعن مزاجه وماذا يحبّ وماذا يكره، فتذكّر مدى عشقه لحصان عنده حيث كان يمضي جلّ أوقاته مصاحبًا لهذا الحصان.
وخطرت له فكرة خطيرة فصرخ مناديًا السّجان طالبًا مقابلة الملك لأمر خطير. وافق الملك على مقابلته وسأله عن هذا الأمر الخطير، فقال له السّجين إنّه باستطاعته أن يعلّم حصانه الطيران في خلال السّنة بشرط تأجيل إعدامه لمدّة سنة. وافق الملك إذ تخيّل نفسه راكبًا على الحصان الطّائر الوحيد في العالم. سمع السّجين الآخر بالخبر وهو في قمة الدّهشة قائلاً له: "أنت تعلم أنّ الخيل لا يطير فكيف تتجرأ على طرح مثل تلك الفكرة المجنونة؟!". قال له السّجين الذّكي: "أعلم ذلك ولكنّني منحت نفسي أربعة فرص محتملة لنيل الحرّية: أولها أن يموت الملك خلال هذه السّنة، وثانيها لربما أنا أموت وتبقى ميتة الفراش أعزّ من الإعدام، والثّالثة أنّ الحصان قد يموت، والرّابعة قد أستطيع أن أعلّم الحصان الطيران!".
وحصل أن بعد شهرين مات الملك! وتخلّص السّجين من عقوبة الإعدام.

"كُلُّ ذَكِيٍّ يَعْمَلُ بِالْمَعْرِفَةِ" (مثل 13: 16)