ثقافة ومجتمع
22 شباط 2017, 14:48

قصّة اليوم: الأمانة

عاش في قديم الزّمان تاجر، عرف بأمانته، فقد كان دائمًا يتّقي الله في كلّ خطوة يخطوها ويعمل بوصاياه.

 

في إحدى الرّحلات التجاريّة، قرّر أن يستقر ببلدته ليستريح من شقاء السّفر والتّرحال والتّجوال بين البلاد، فقد كبر هذا التّاجر وبدأت صحّته في التّدهور والضّعف من التّقدم بالسّن.

أراد التّاجر الأمين أن يشتري منزلًا كبيرًا يليق به وبمكانته وثروته ويستقرّ ويتنعّم فيه، وهكذا فعل.

دارت الأيّام والتّاجر يعيش فرحًا في منزله الجديد وذات يوم، كان ينظر إلى أحد الجدران فقال في نفسه "لو قمت بهدم هذا الحائط لحصلت على منزل أجمل ومساحة أكبر وأوسع". بالفعل، قام وهدم الجدار وأزاله، لكنّه فجأة رأى شيئًا عجيبًا ! فقد عثر تحته على جرّة مليئة بالمجوهرات والذّهب، صاح التاجر "يا إلهي، كنز عظيم مدفون تحت الحائط! لا بدّ لي من أن أعيده إلى صاحبه، فهو له وأولى مني به، ليس لي حق في هذا الذّهب أبدًا، إذا أخذته لنفسي سيكون مالاً حرامًا، والمال الحرام يضرّ ولا ينفع، ويذهب ولا يدوم".

حمل التاجر الأمين الجرّة قاصدًا الرّجل الذي قد باعه المنزل، وضعها بين يده وأخبره بأنه قد عثر عليها أثناء قيامه بهدم أحد الجدران، فقال الرجل "هذه ليست ملكًا لي، بل إنها قد أصبحت ملكًا لك أنت، فالمنزل منزلك الآن وأنا قد بعتك إيّاه وما فيه".

رفض الرجلان أن يأخذا الجرّة، وقرّرا أن يذهبا إلى قاضي المدينة ليتحاكما، فقال لهما القاضي "ما رأيت في حياتي رجلين أمينين مثلكما، تتنازعان في رفض الكنز بدلاً من النزاع في من يأخذه".