ثقافة ومجتمع
28 شباط 2017, 12:54

قصّة اليوم: اشتراها ليحرّرها

حين كان العبيد يُباعون في الأسواق العامّة بنظام المزاد العلنيّ، مزايدة شديدة جرت حول واحدة من الفتيات في ريعان شبابها؛ كان سعرها يرتفع من عالٍ إلى أعلى؛ وأخيراً لم يبقَ سوى رجلان يتزايدان على امتلاكها، رجلان مختلفان تمامًا في كلّ شيء؛ هذا فظّ الطّبع عالِ الصّوت، وذاك هادئ الملامح، رقيق الأحاسيس ووديع للغاية. وكان الأمر سباقًا بينهما، وبدا للجمهور الحاضر أن كلاً منهما يصرّ على أن يمتلك هذه الفتاة.

أخيراً انتصر الثّاني فأعطوها له ومنحوه الأوراق التي تثبت ملكيّته لها. أما هي، فلم تكن تمتلك سوى عينيها تُعَبّر بهما لمالكها الجديد عن كراهيتها الشديدة له. لكن فجأة، تغيّر مدلول نظراتها من الغضب والكراهيّة إلى الدّهشة الشّديدة، ثمّ لم تمضِ غير ثوان قليلة حتى بدت عليها علامات الشّك والرّيبة.
ماذا حدث ؟! لقد فوجئت بالمالك الجديد يمزّق أمامها كلّ الأوراق التي تثبت ملكيّته لها، ابتسم الرجل بملء الحنان ثم حادثها وهي لا تزال ترتجف "أنت الآن حرّة ليس لأحد سلطان عليك بعد اليوم، لقد صممت أن أدفع الثّمن لكي أحرّرك".
أذهلتها الصّدمة وأخذت تحملق تارةً فيه وتارةً أخرى في الورق الممزّق أمامها. أخيرًا، استجمعت قواها وألقت بنفسها عند قدميه والدّموع تنهمر من عينيها، ثم قالت له "سيّدي إنّني أحبّك، نعم أحبّك وسأخدمك طول الحياة".
"ما لم تقدر أوراق الملكيّة أن تفعله فعلته المحبّة"، وماذا عنّا؟ ألم يحبّنا الرّبّ يسوع ؟ ألم يدفع أعلى ثمن لكي يحرّرنا من عبوديّة إبليس؟ ألم يشترينا بدمه الثّمين الّذي سفكه من أجلنا بآلام وأهوال لا توصف ؟