قصّة اليوم: استبدال اللّغة العربيّة بلعبة
سكتُّ قليلاً .. ثم قلت: حسنًا لا درس اليوم، وسأستبدل الدّرس بلعبة !!
فرح الطلّاب وتجهّم الموجهان، ورحت أرسم على اللوح زجاجة ذات عنق ضيق، ورسمت بداخلها دجاجة،
وسألت: من يستطيع أن يُخرِج هذه الدّجاجة من الزّجاجة شرط ألّا يكسر الزجاجة ولا يقتل الدّجاجة؟!
بدأت محاولات الطلّاب الّتي باءت بالفشل جميعها، وكذلك الموجهان، فقد انسجما مع اللّغز وحاولا حلّه ولكن باءت كلّ المحاولات بالفشل.
صرخ أحد الطلّاب يائسًا: يا أستاذ، لا تخرج هذه الدّجاجة إلا بكسر الزّجاجة أو قتل الدّجاجة،
فقلت له: لا تستطيع خرق الشّروط،
فقال الطالب متهكمًا: إذًا يا أستاذ قل لمن وضعها داخل تلك الزّجاجة أن يخرجها كما أدخلها.
ضحك الطلّاب ولكن لم تدم ضحكتهم طويلاً، فقد قاطعتهم قائلًا: صحيح، صحيح، هذه هي الإجابة !
من وضع الدّجاجة في الزّجاجة هو وحده من يستطيع إخراجها كذلك أنتم، وضعتم مفهومًا في عقولكم أنّ اللغة العربيّة صعبة، فمهما شرحت لكم وحاولت تبسيطها فلن أفلح إلا إذا أخرجتم هذا المفهوم بأنفسكم من دون مساعدة كما وضعتموه بأنفسكم من دون مساعدة !!
انتهت الحصّة وقد أعجب بي الموجهان كثيرًا!! وتفاجأت بتقدّم ملحوظ للطلّاب في الحصص التي بعدها، بل وتقبلوها قبولاً سهلاً يسيرًا!!
"ما أضيق الباب وأحرج الطّريق المؤدّي إلى الحياة، والّذين يهتدون إليه قليلون" (متى 7: 14)