ثقافة ومجتمع
30 آذار 2016, 05:32

قصة اليوم : يدا أمي

كانت الأم غاية فى الجمال فقد منحها الله جمالاً باهراً يشهد له الجميع وكانت الابنة تفتخر كثيراً بجمال أمها أمام معارفها وأصدقائها. ولكن برغم هذا الجمال، كانت يداها مشوهتين بأثر حروق بالغة ولم تتجاسر الابنة يوما أن تسألها عن سبب الحرق الذي أصاب يديها. مرت الأيام إلى أن بلغت الفتاة العشرين من عمرها وتقدم أحد الشبان لخطبتها. وفي يوم الخطبة، تناست الأم أن تضع القفازين الذين كانت تستخدمهما ومرت المناسبة ولكن الفتاة كانت تشعر بغضب شديد.

وعند ذهاب المدعوين، قالت الابنة لأمها "لماذا يا امي؟ لماذا لم ترتدي القفازين؟ لماذا أهملتِ يديك حتى تحترق هكذا يا أمي؟ أنت جميلة لكن لو أن يديك ... وها أنا الآن مصرة أن أعرف سبب الحريق هذا الذي شوّههما".
ذرفت الأم دمعة رغما عنها مخاطبة ابنتها "ابنتي الحبيبة، عندما كنت في الثالثة من عمرك شب حريق هائل في المنزل والتفت النيران حولك وأحاطت بك من كل جانب حتى ملابسك تلامستها النيران مما دفعني إلى أن أضع يدي في وسط النيران لانتشالك ولأخلع عنك ملابسك المحترقة من دون أن أكترث لآلام النيران وهي تلتهم يديّ فقد كان خلاصك أنت همي الوحيد لأني أحبك ... أحبك أكثر مني."

وهنا بكت الفتاة بشدة وقبّلت يديّ أمها المشوهتين قائلة عبارتها الخالدة "أمي أنت جميلة ولكن أجمل ما فيك يديك".

هكذا يا صديقي فإن يسوع لم يفكر إلا في أن ينتشلنا من خطايانا فقد كان حبه لنا أكثر من أي شئ فالمسيحية جميلة ولكن أجمل ما فيها الصليب والمصلوب.