قصة اليوم : يا للشهامة
ومرّةً، أراد الشاعر بوالو أن يمازحها فقال "أتأذنين يا سيدتي أن أنظّم هجاء في سلطان الأتراك وهو ألدّ أعدائنا؟!
- "إيّاك أن تفعل يا سيدي! إنه رأس متوّج ويجب احترام أصحاب السلطة لأن لا سلطان إلا من الله!"
- "اذن أهجو الشيطان، لأنه يستحق! ولا أعتقد إلا أنك تسمحين لي بهذا على الأقل!"
- "ما لنا وللشيطان! حسبه ما يقاسيه من عذاب، ليس في استطاعتنا أن نزيد عليه شيئاً بل يكفينا أن لا نتكلم بالسوء عن أحد لئلا نذهب الى جهنّمه! "
النميمة هي أن نتكلم بالسوء عن الغائبين : إن كانوا أشراراً، فحرام أن نفضح الشر ونذيعه، اذ لا فائدة منه، ولا يفعل ذلك إلا النفوس الدنيئة أو أصحاب النوايا الفاسدة. وإن كانت النميمة عن انسان فاضل فهي جريمة الجرائم بل سرقة لا أفظع منها : لأن الصيت أفضل من المال الكثير؛ والشاعر يوصينا : "خالط الناس بخلقٍ واسعٍ، لا تكن كلباً على الناس يهرّ".