ثقافة ومجتمع
16 أيلول 2015, 21:00

قصة اليوم : هَلَع٠٠٠ْأو سعادة وغبطة

وأي إنسان لا يهلع اذا شعر بدنوّ الأجل ؟! القديسون وحدهم كانوا ينظرون الى الموت نظرة ملؤها الحب والحنين بل ينتظرونها بفارغ الصبر٠

كان الكونت دو مونتلامبير من عائلة نبيلة وعريقة بالتقوى٠ مرض يوماً مرضاً ثقيلاً أدناه من القبر، وعمره يوم ذاك ٢٣ سنة، يفيض شباباً وحيوية وذكاء٠ وعندما رأى جزع من حوله قال "الشجاعة أمام الموت هي فضيلة عادية في عائلتي٠ أبي كان دائماً يتحدّث عنها٠ وأنا ما أسعدني وعمري ٢٣عاماً أستبدل الأرض بالسماء٠
وجاء الكاهن وأخبره بأن ساعة الموت قد أزفت، فأجابه "ما تلقيت في حياتي أجمل وأحلى من هذه البُشرى! أموت؟ أنا ما عشت إلا لأموت٠ يا للسعادة! أنا ذاهب لأرى الهي!٠٠٠ فقال له الكاهن "مسكين أنت يا بني!"
"بل قل يا أبت، ما أسعدك يا بني! فلولا حزن أمي لكانت هذه الساعة الباقية من عمري أجمل ساعات الحياة٠ أني على أحرّ من الجمر، فمتى يأتي ملاك الموت! آه يا أماه! عندما أفكّر بأني ربما غداً سأرى إلهي والعذراء أمي، والقديسين والملائكة، يا للسعادة! تصوري يا أمّاه، كم ستكون سعادتي! لماذا تبكين يا أمّاه! ما أنا ذاهب إلاّ الى السماء! "
وأعولت الأم المسكينة فلاطفها بقوله "أمي الحبيبة، كم أحبّك! أني لن أستطيع أبداً أن أصف لك كم أحبّك٠ ولكن، ما أحلى الموت وأعذبه٠ أنا ذاهب يا أمي ! وأكاد أطير من الفرح والسعادة٠ نفسي ترقص من شدّة الغبطة! يا إلهي، ما أسعدني !"
وفاضت روحه! هذا هو الموت للنفوس المسيحية التي عاشت بتقوى الله وحبّه: الموت هو بدء السعادة لها!