ثقافة ومجتمع
09 آب 2016, 08:01

قصة اليوم: هل تحتاج إلى حجر؟

بينما كان أحد رجال الأعمال يقود سيارته الجديدة في إحدى الشوارع، رُمي حجر كبير على سيارته كبير عند الجانب الأيمن. ترجّل الرجل من السيارة بسرعة ليرى الضرر الذي لحق بسيارته ومن قام بذلك، وإذ به يرى ولداً يقف في زاوية الشارع وتبدو عليه علامات الخوف والقلق. اقترب الرجل من ذلك الولد وهو يشتعل غضباً لرميه حجرًا كبيرًا على سيارته فقبض عليه دافعاً إياه الى الحائط وهو يقول له "يا لك من ولد جاهل، لماذا رميت الحجر على هذه السيارة الجديدة ؟ إن عملك هذا سيكلّفك أنت ووالدك مبلغاً كبيراً من المال".

انهمرت الدموع من عيني ذلك الولد وهو يقول "أنا متأسف جداً يا سيد، لكنني لم أدري ما العمل، مرّ وقت طويل وأنا أحاول لفت إنتباه أي شخص كان، لكن لم يقف أحد لمساعدتي"، ثم أشار بيده إلى الناحية الأخرى من الطريق، وإذ بولد ملقى على الأرض، ثم تابع كلامه قائلاً "إن الولد الذي تراه على الأرض هو أخي، فهو لا يستطيع المشي بتاتاً، فهو مصاب بشلل كامل، وبينما كنت أدفعه على كرسيه المخصص للمقعدين، اختل توازن الكرسي، وإذ به يهوي في هذه الحفرة وأنا صغير وليس بمقدوري أن أرفعه، مع إنني حاولت كثيراً. أتوسل إليك يا سيد، هلا تساعدني عل رفعه فقد مرّ وقت وهو على هذه الحال وهو خائف جداً، ويمكنك بعدها فعل ما تراه مناسباً لأنني رميت حجرًا على سيارتك الجديدة ". 
لم يستطع ذلك الرجل أن يمتلك عواطفه، وغصّ حلقه. فرفع ذلك الولد المشلول من الحفرة وأجلسه في الكرسي، ثم أخذ محرمة من جيبه، وبدء يضمد بها الجروح التي أصيب بها الولد المشلول من جراء سقطته في الحفرة. وبعدها، سأله الولد "والآن، ماذا ستفعل بي من أجل السيارة ؟" أجابه الرجل "لا شيء يا بني، لا تأسف على السيارة". 
لم يرغب ذلك الرجل بأن يصلّح سيارته الجديدة، وأبقى على الأثر الذي خلّفه الحجر كتذكار عسى ألا يضطر شخص أخر أن يرميه بحجر ليلفت إنتباهه.