قصة اليوم: هذه دفعة من دين والدي
عاد الشّاب وقال للرّجل "هذه دفعة من دين والدي، ونسدّد لك الباقي عمّا قريب إن شاء الله". بكى الشّيخ بكاءً شديداً طالباً من الرّجل أن يقوم بإعادة المبلغ إلى ابنه؛ فهو يحتاجه، ولا ذنب له في ذلك. إلّا أنّ الرجل رفض أن يلبّي طلبه، فتدخّل الشاب وطلب من الرّجل أن يُبقي المال معه، وأن يطالبه هو بالدّيون، وأن لا يتوجّه إلى والده لطلبها. ثم عاد الشّاب إلى والده وقبّل جبينه قائلاً "لا تخف يا والدي وكلّ شيءٍ يأتي في وقته"، حينها احتضن الشّيخ ابنه وقبّله، وأجهش بالبكاء، قائلاً "رضي الله عنك يا بنيّ، ووفّقك، وسدّد خطاك".
في اليوم التّالي وبينما كان الشّاب في وظيفته منهمكاً ومتعباً، زاره أحد أصدقائه الذين لم يرهم منذ مدّة، وبعد سلام وعتاب قال له الصّديق الزّائر "كنت في الأمس مع أحد كبار رجال الأعمال، وطلب منّي أن أبحث له عن رجلٍ أمين وأخلاقه عالية، ومخلص، ولديه طموح وقدرة على إدارة العمل بنجاح، فلم أجد شخصاً أعرفه يتمتّع بهذه الصّفات غيرك. فما رأيك في استلام العمل، وتقديم استقالتك فوراً، لنذهب لمقابلة الرّجل في المساء؟". امتلأ وجه الشّاب بالبشرى قائلاً "إنّها دعوة والدي، ها قد أجابها الله، فحمداً لله على أفضاله الكثيرة". وفي المساء كان الموعد المرتقب بين رجل الأعمال والشّاب، وارتاح الرّجل له كثيراً، وسأله عن راتبه، فقال "راتبي عبارة عن 4970 ريال"، فردّ الرّجل عليه "اذهب صباح غد، وقدّم استقالتك، وراتبك اعتبره من الآن 15000 ريال، بالإضافة إلى عمولة على الأرباح تصل إلى 10%، وبدل سكن ثلاثة رواتب، وسيّارة أحدث طراز، وراتب ستّة أشهر تصرف لك لتحسين أوضاعك"، فما أن سمع الشّاب هذا الكلام حتّى بكى بكاءً شديداً، وهو يقول "ابشر بالخير يا والدي". سأله رجل الأعمال عن السّبب الذي يبكيه، فروى له ما حصل قبل يومين، فأمر رجل الأعمال فوراً بتسديد ديون والده. هذه هي ثمرّة من يكرّم والديه.