قصة اليوم: هديّة الميلاد
وقفت في الصّفّ لتسديد الفاتورة، وإذا بصبيّ صغير يتقدّمها مرتديًا ملابس رثّة ويمسك بيده بضع الدّولارات كأنّها كنز ثمين يخشى أن يضيع منه، وبالأخرى يد أخته الصّغيرة تحمل بدورها حذاءً كبيرًا من الجلد البرّاق الرّخيص تبلغ قيمته 6 دولارات. وعندما حان دورهما لدفع الحساب، لم يجد الصّبيّ معه سوى 3 دولارات، فقرّر أن يترك لدى البائعة ويعود مع القيمة المطلوبة قائلًا لأخته الّتي كانت تبكي مصرّة على شراء الحذاء فورًا: "لا تخافي، سأعمل في حديقة جيراننا اليوم كلّه ونشتري الحذاء"، غير أنّها رفضت خوفًا من أن يقفل المتجر في الغد.
أمام هذا المشهد الّذي أثّر في نفس "جين" وما حبس الدّموع في عينيها، دفعت الباقي وتوجّهت إلى الصّبيّ مقدّمة له الحذاء، فشكرها على محبّتها. غير أنّ إصرار الفتاة دفع "جين" إلى السّؤال: "لمن هذا الحذاء ولماذا اخترتماه برّاقًا؟"، فكان الجواب: "إلى والدتنا. هي مريضة جدًّا، ووالدنا قال لنا إنّها ربّما ستحتفل بالميلاد مع الرّبّ يسوع، ولأنّنا نعرف أنّ كل شيء بهيّ وبرّاق جدًّا في السّماء، قرّرنا أن نشتري لها حذاءً برّاقًا يناسبها في سفرها إلى الرّبّ يسوع".
في طريق العودة إلى منزلها، ارتسمت على وجهها معالم التّأثّر واغرورقت عيناها بالدّموع، وعندما دخلت إلى غرفتها الخاصّةن ركعت تصلّي وتقول: "اهتمّ طفلان أن يقدّما حذاءً برّاقّا إلى والدتهما العابرة إليك، وأنا لا أهتمّ أن أقدّم لك قلبًا نقيًّا لسكناك، فيا ربّ هيّئ قلبي للعبور إليك".