قصة اليوم: نعجة مكسورة الساق
يقول الراعي: كانت هذه النعجة شرودا جامحة دون باقي الخراف! لم تكن تطيع لي أمرا، أو تسمع لي صوتا، أو تقبل مني تحذيرا!
انها نموذج للعصيان والتمرد! فبينما أسير بالقطيع في طريق آمنة اذ بهذه النعجة تجري في استهتار نحو مسالك منحدرة وهي اذ تعرض حياتها للهلاك فانها أيضا تضلل معها بعض رفاقها التي تتبعها، و تتأثر بها !
ولم يكن أمامي الا أن أهوي على ساقها بعصاي حتى أعوق اندفاعها، وارغمها على التريث والتروي وفي ذلك اليوم الذى كسرت فيه ساقها، قربتها اليّ، وقدمت لها طعاما خاصا، وسهرت على علاجها وراحتها وها هي الآن تعرف صورتي وتتابع حركتي، وتصحوا على وقع أقدامي، وعندما تشفى تماما ستصبح قائدة للقطيع فهي الآن أكثر الأغنام طاعة وحباً وتمسكاً بي.
ان الله يسمح أحيانا بالمرض أن يضربنا أو بألوان مختلفة من الآلام أن تسطو علينا؛ حتى نخضع عند قدميه، وتتعلق أنظارنا به، ونسمع صوته ونعرفه انه يضر بنا حين يرى أننا نجمح بعيدا عن شاطئ الأمان، ونندفع نحو حتفنا دون أن ندري أن في تمردنا عليه هلاكاً أكيداً.