ثقافة ومجتمع
21 حزيران 2016, 09:03

قصة اليوم: محبّة الأب الصامتة

كان شاباً من أسرة ثرية واقترب موعد تخرّجه من الجامعة وكان يحلم منذ شهور عديدة بسيارة رياضية فارهة رآها في أحد المعارض، ولعلمه أن والده لديه من الأموال ما يمكنه به شراء كل ما يريد، فقد أبدى له رغبته الشديدة في امتلاك هذه السيارة.

 

انتظر الشاب يوم تخرجه بفارغ الصبر منتظراً علامة من والده تفيد أنه اشترى له سيارة أحلامه وأخيراً أتى اليوم الذي طال انتظاره واستدعى الأب ابنه في مكتبه الخاص وقال له كم هو فخور به وكم يحبه وكم هو ابن بار ثم أعطاه علبة مغلّفة على شكل هدية جميلة، أخذ الشاب الهدية بمزيج من الدهشة وخيبة الأمل وفتحها فوجد انجيل مغلّف بغلاف من الجلد الفاخر وعليه أول حروف اسمه بالذهب غضب الشاب وصرخ بمرارة في أبيه "على الرغم من كل أموالك كل ما تقدمه لي هو مجرد انجيل؟" وترك الإنجيل واندفع خارجاً ولم يعد.

لم يتصل الشاب بأبيه لمدة طويلة جداً ومرّت سنوات طويلة وتزوج الشاب وكوّن أسرة جميلة ونجح في عمله وامتلك منزلاً رائعاً. وذات يوم فكّر في والده وأدرك أنه قد تقدّم به السن جداً وربما يكون محتاج إليه في شيخوخته فقال "أقوم واذهب إليه" ولكن قبل أن ينفّذ قراره وصلت إليه برقيه تخبره بوفاة والده وبأنه قبل وفاته قد نقل إليه كل أملاكه. انطلق الشاب مسرعاً إلى بيت أبيه وما أن دخل حتى امتلأ قلبه بحزن وندم شديدين. وفي مكتب والده وجد الإنجيل الذي تركه منذ سنين كما هو فتحه والدموع تسيل من عينيه وبدأ يقلب في صفحاته وبينما كان يتصفحه سقط من غلاف الإنجيل شيء معدني ارتطم بالأرض وانحدرت دموعه كالسيل على خديه عندما رأى أن به مفتاح السيارة الرياضية التي كان يحلم بها وعلى ميدالية المفتاح بطاقة عليها عنوان المعرض وتاريخ يوم تخرّجه من الجامعة وعبارة "لثمن مدفوع بالكامل".