ثقافة ومجتمع
08 آب 2016, 12:39

قصة اليوم: ماذا حدث حينما أغلق الحاكم كل الكنائس؟

حكم مصر الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي وفي فترة من فترات حياته أمر بإغلاق جميع الكنائس الموجودة هناك وألا تُسمع أصوات الأجراس والتسابيح والتراتيل والقداسات في أية كنيسة مهما حدث.

 

يقول المقريزي إن الكنائس ظلّت مغلقة بدموع الأقباط لمدة تسع سنوات كاملة. الكثير من الأساقفة والرهبان قصدوا الصحراء للعبادة والتضرع إلى الله أن يترأف على شعبه واعتاد بعض المؤمنين أن يقصدوا الصحراء مرتين سنوياً بالذات في عيدي القيامة والغطاس ليتمكنوا من الصلاة في مأمن من غدر الحاكم. لكن الغالبية العظمى من الشعب القبطي لم يستطيعوا الخروج إلى الصحراء لبعد المسافات ومشقّة السفر فلجأوا إلى الصلاة في البيوت ليلاً بدل الصلاة نهاراً وداوموا على اجتماعاتهم الليلية وتسابيحهم وصلواتهم الليلية في البيوت لمدة 9 سنوات كاملة.
ذات يوم، فكّر الحاكم بأمر الله أن ينزل بنفسه ليرى ويسمع ماذا يفعل الأقباط طوال 9 سنوات كاملة ولماذا لا يسمع لهم صوتاً. فدخل بنفسه إلى حواري القاهرة الفاطمية وتجوّل في أكثر من منطقة منها حارة زويلة وحارة الروم وكانت هذه المناطق عامرة بالبيوت المسيحية المؤمنة فما كان منه إلا أن ذهل مما سمعه فقد سمع بأذنيه أصوات التسابيح والترانيم تخرج من كل بيت قبطي رغم إغلاق كل النوافذ والأبواب فكل بيت مصري تحوّل إلى كنيسة حينما أغلق الحاكم كل الكنائس.

أصدر عندها أوامره بفتح كل الكنائس وإقامة الصلوات بصورة عادية فيها وكأن شيئاً لم يكن وقال مقولته الشهيرة والتى سجلها له التاريخ: "افتحوا لهم كل الكنائس واتركوهم يصلّون كما يشاؤون لأنني كنت أريد أن أغلق في كل شارع كنيسة ولكنني اكتشفت اليوم بأنني حين فعلت ذلك افتتحت لهم في كل بيت كنيسة".