قصة اليوم : لمسة من يد الرب
فجأة تقدم رجل من الخلف وسط زحام الجموع المحتشدة في المزاد والتقط القوس وبدأ ينظف الكمان من الأتربة العالقة بها وأخذ يشد أوتارها المرتخية ثم عزف بها لحناً بديعاً وسط دهشة
الحاضرين .. لحناً شجيا سبح في أرجاء القاعة وكأنه صياد ماهر يصطاد قلوب سامعيه !!ويا للدهشة !! يا للعجب !!اذ إرتسمت على وجه بائع المزاد إبتسامة عريضة وأخذ ينادي على ذات الكمان بهمة وحماس زائد هكذا من يزايد على هذه الكمان القديمة ؟! ألف دولار !!! ألفان !!! ... من سيقول ثلاثة آلاف؟!! ثلاثة الاف سأقولها للمرة الأخيرة، إذن لقد ربحتها ... ربحتها !! وأخذها المشتري وسط دهشة وذهول لجميع !!
كيف؟! .. كيف تغيرت حالة الكمان القديمة وكيف إرتفع سعرها هكذا من ثلاثة دولارات إلى ثلاثة آلاف ؟!!
انها لمسة من يد السيد!
عزيزي القارىء، ألم تشعر مثلي وقت ضعفك أن نفسك بالية ومجروحة بالخطية والضعف ... لو بيعت في المزاد سوف تذهب رخيصة جداً ومحتقرة وسط الجموع المزدحمة ؟!! لا تيأس أبداً لاتفقد رجائك في إلهك
في ملء زمانك، في زمن إفتقادك. سوف يُغلب السيد من دموعك ويرق قلبه لإنكسارك ومذلتك، سوف يتقدم وسط الجموع يلمس حياتك، ينظفها من الأتربة، يشد أوتارها ويعزف بك أشجى وأعذب الألحان في انشودة الخلاص !!!فيعطي لحياتك قيمة ومعنى.
هذا هو وعده الصادق والأكيد : "سأسأل عن غنمي واتفقدها كما يتفقد الراعى قطيعه" (حز 11:34).