ثقافة ومجتمع
08 كانون الأول 2016, 15:53

قصة اليوم: لماذا أعيش؟

كان ريمون سيئ الحظ جدًا، فقد مات أبوه في الحرب العالمية وهو طفل، ولما وصل إلى سنّ السابعة حدث زلزال دمر أغلب المدينة، ولكنه نجا من تحت الأنقاض وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة. ولما تمّ إنقاذه طلبت السلطات من أي أسرة أن تأخذه عندها، فأخذته أسرة مكوّنة من خمسة أفراد، ولكن سرعان ما مات الوالد، فطلبت الأم من ريمون في خجل أن يبحث له عن مكان آخر.

ولكن الله الذي لا ينسى أحد، لم ينسه، فأرسل له فلاحًا عجوزًا فقيرًا وحكيمًا جدًّا عرض عليه أن يقبله عنده رغم فقره واحتياجه. لم يجد ريمون أي بديل للقبول. استطاع الفلاح أن يدخل ريمون إلى مدرسة القرية، وكان ريمون يعود حزينًا منها .
لاحظ ذلك الفلاح الحكيم ففاتحه في الأمر، فقال له ريمون "أن التلاميذ الآخرين ينظرون إليَّ باحتقار، فملابسي قديمة وشكلي يوحي بالفقر وأنا غريب بالنسبة إليهم، ولهم حق في ذلك فأنا إنسان ليس لي فائدة في الدنيا، كلّما تنفرج أزمة أصاب بأشد منها.. لماذا أعيش؟"، وانفجر باكيًا، فقال له الفلاح بعد أن طيّب خاطره "عندي وصفة سحريّة ستجعل حياتك سعيدة إن وعدتني بإتباعها سأضمن لك السعادة"، أشرقت عينا ريمون وقال له "أعدك!" قال له الفلاح الحكيم "ساعد كل إنسان محتاج للمساعدة من دون أن تنتظر منه شيئًا". اندهش ريمون من هذه الوصفة السحريّة العجيبة وصمم على تنفيذها .
ذهب إلى المدرسة وأعطى كرّاسه لزميله الذي غاب عن المدرسة لمرضه وعرض عليه أن يشرح له الدروس، وحمل حقيبة زميله المعوق وأوصله إلى بيته، واشترى الخبز لسيدة عجوز، ورجع إلى بيته وهو راضٍ عن نفسه .وظل يبحث كل يوم عن كل محتاج ليقدّم له خدمة، فأحبّه الجميع وأصبح أشهر شخص في القرية الصغيرة .
توالت السنوات وحقّق نجاحًا كبيرًا واستطاع أن يكتشف دواءً أفاد الملايين من البشر، وشعر بالسعادة لأنه نسي نفسه وهمومه ومشاكله وفكّر في الآخرين وسعد بإسعادهم .