قصة اليوم : لسنا بحاجة الى المال
يا لنبل الأخلاق! يعيشون تحت الخِيَم ويحيون حياة فقر وتقشّف وحرمان، وهم مع ذلك أعفّاء النفس، لا يمدّون أيديهم لطلب الصدقة، وإذا قُدّمَت لهم يرفضونها. القليل مع عزّة النفس أفضل من مِنّة الشحادة في نظرهم. واللقمة الهنيئة التي تُشبِع وتُدَسِّم هي اللقمة الشريفة التي نحصلها بعرق الجبين من دون أن نبذل في سبيلها ماءَ الوجه.
إنها لأمثولة سامية في القناعة : لا الفقر يذلّهم ولا المال يغويهم، بل عزّة النفس تسمو بهم فوق هذا وذاك.
وإنها لأمثولة سامية أيضاً في حبّ الله والتشوّق الى سماع كلامه : لقد فهموا على سذاجتهم وطيبة قلوبهم وتعفّف نفوسهم، معنى كلمة يسوع "ليس بالخُبزِ وَحدَه يَحيا الإنسان بل بِكُلِّ كلمةٍ تَخرُجُ مِن فَمِ الله".