قصة اليوم : كنعانية الانجيل في أيامنا
ولكن امرأة فقيرة لم تستطع الانضمام الى جمهرة المحتفين بالعذراء، فالزحام الشديد لا يمكّنها من حمل طفلها المصاب بشلل الأطفال. هي ليست مسيحية، ولكن ما أكثر ما سمعت عن حنان العذراء وكثرة عجائبها. فأرسلت ابنها الأكبر وعمر 7 سنوات لينوب عنها. فما زال الطفل يزاحم ويتسلّل من بين الأرجل حتى وصل الى تمثال العذراء. وهناك تشبّث بالهيكل، وحدّق في عينيها يخاطبها "ماما تسلّم عليك وتعتذر بسبب مرض أخي. وقد أرسلت لك هذه القطعة من النقودة (تساوي قرشاً أردنياً)، ليس عندنا غيرها لأننا فقراء. وتقول لك أن أخي الصغير يتعذّب ، فهل تريدين أن تشفقي عليه وعلينا ؟".
وبكى الطفل عندما تذكّر أمه وأخاه المريض. وشدّة الزحام دفعته بعيداً عن هيكل العذراء فعاد أدراجه الى البيت. وما أن أطلّ من الباب، حتى قفز أخوه المشلول وأسرع راكضاً اليه صحيحاً معافىً. بكت الأم السعيدة من التأثّر وتمتمت شكرها للعذراء.
امرأة غير مسيحية تُلقي علينا درساً في الإيمان الحيّ والثقة العمياء، والسذاجة في علاقاتنا مع العذراء، والتواضع في السؤال ، والاستسلام لمشيئة الله. لقد فهمت سطوة الطفولة على الله، وفهمت حب العذراء للأطفال لأنها أمّ، فأرسلت لها طفلها. متى نفهم نحن المسيحيين كل هذا، فيتمجد الله بنا، ونفوز نحن بمراحمه!