ثقافة ومجتمع
12 تشرين الثاني 2014, 22:00

قصة اليوم : قنبلة ذرية!

بعد أن هدأت الحرب الأهلية في لبنان قيل إن مُدرّسة في مدرسة ابتدائية طلبت من الأطفال أن يرسموا ما يخطر ببالهم... مرت المدرّسة على الأطفال فوجدت طفلًا يرسم دبَّابة، وآخر يرسم مدفعًا، وثالث طفلًا قتيلًا، ورابع طفلًا يبكي على فقدان والده، وآخر منازل مهدمة...بدأت المدرسة تتألم جدًا في داخلها إذ عبَّر الأطفال عمَّا تحمله نفوسهم من ذكريات مُرّة عن الحرب... وكأن المجتمع قد حطَّم هذه البراعم، وأفسد رجاءها وفرحها ونظرتها المتهللة، فجاء رسمهم يعبّر عمَّا في قلوبهم من بؤس...
أخيرًا وجدت المدرّسة طفلة صغيرة ترسم تفاحة! فرحت المدرسة، وإذ كانت مملوءة دهشةً وتساؤلًا في داخلها: لماذا اختلفت هذه الطفلة في اتجاهها عن زملائها، سألت الطفلة: لماذا ترسمين تفاحة؟ بكت الطفلة وهي تتطلع إلى وجه مدرستها، قائلة: "إنها ليست تفاحة بل قنبلة ذرية!"
يصعب عليَّ أن أعبِّر عن مشاعر المدرّسة التي أدركت خطورة تأثير البيئة على حياة الطفل.
لا نندهش أن هذه الطفلة قد أرادت أن ترسم قنبلة ذرية لا تفاحة! لقد حطّمت الحرب الأهلية نفسية الأطفال كما الفتيان والكثير من الشعب
إنني أخشى أن يكون العالم بكل قيمه وإغراءاته، كما بكل مخاوفه تسلّل إلى قلبك فترتسم في أعماقك قنبلة ذرية تُحطّم طاقاتك ومواهبك وأحاسيسك ومشاعرك عوض تقديم تفاحة داخلية تستطعمها وتغذيك