قصة اليوم : قصة صراع شابة مع المرض
إن قصة هذه الفتاة نادرة من نوعها! إنها قصة صراع شابة مع المرض الذي أصابها وهي في ريعان شبابها وربيع عمرها اذ كانت فى الـ17 من العمر. أجريت لها العمليات الجراحية وأحدثوا ثقوباً فى الجمجمة وانغرست الكماشات فى رأسها الى اللحم والعظم وكانت راقدة على قطعة من الخيش معلقة من زواياها الاربع وتتدلى من جسمها أنابيب لاستخراج البول وأخرى لنقل الغذاء. وكانت ترقد أما ناظرة الى الارض وأما ناظرة للسقف فقد كانوا يقلبونها كل ساعتين وتذكرت حالتها التى وصلت اليها في غضون ثوان تغيرت حالتها من النشاط والحيوية الى العجز التام وعدم القدرة على الحركة وفي وسط كل هذه الالام والضيقات كان قلبها يناجي ربها ومسيحها وذات يوم طلبت من والديها أن يغيبا قليلاً لدى زيارتهما لها عندما تكون راقدة ووجهها نحو الارض فقد كانت تتألم كثيراً حينما تراهما يزحفان على أرض الغرفة فى مهانه تحت قطعة الخيش والدعابة على شفاههما رغبة منهما فى الترفيه عنها وأحيانا كانت والدتها تمضي ساعات طويلة تحت قطعة الخيش وهي تمسك لها الكتاب المقدس او الكتب الروحية مفتوحة أمامها لتقراء فيها وذات مرة حضرت صديقتان لها من المدرسة لزيارتها فقالت احداهما :اووه ياجوني وقالت الاخرى : اووه يا الهى! فساد لفترة من الوقت صمت مربك لفترة من الوقت سمعتهما تركضان فى اتجاه الباب وسمعت احداهما تتقياء خارج الحجرة بينما كانت الاخرى تتنهد بصوت مرتفع فطلبت جوني باصرار مرأة لترى وجهها وعندما نظرت صرخت : انه مروع! ان الصورة التى رأتها فى المرآة لا تشبه صورة انسان عينين غائمتين محتقنتين قد غارتا فى محجريهما. لقد هبط وزنها كثيراً فبدت اشبه بهيكل عظمي مغطى بجلد أصفر أصابه اليرقان وزاد رأسها الحليق غرابة مظهرها ورأت أسنانها سوداء فاحمة بسبب تناول العقاقير. هي نفسها تملّكها الغثيان. وكانت نتيجة الرقاد لشهور طويلة حدوث قروح في جسدها.
وذات مرة رفعت قلبها الى الله بعد أن سمعت قول الوحي الالهي وهم يقرأون لها "احسبوه كل فرح يا اخوتي حينما تقعون فى تجارب متنوعة عالمين أن امتحان ايمانكم ينشىء صبراً".
فتساءلت:ماذا يريد أن يقول ليَ الله أنا الفتاة السجينة المغلق عليها غير القادرة على الحركة؟ ثم أعلنت تحدّيها للضعف واضعة أمامها قول المزمور :"الرب يعضده وهو على فراش الضعف"(مز3:41) فقامت بتعلم الرسم والكتابة بفمها وخلال ساعات الليل كانت تتخيل يسوع واقفاً بجوارها تتخيله شخصاً قوياً مواسياً ذات صوت عميق كثير الطمانينة يقول لها:"ها أنا معك دائماً... إنني أعمل في حياتك بصورة أفضل حتى وإن كنت مقعدة. ورسمت لوحات كثيرة بفمها مستخدمة العدو الوحيد المتحرك في جسدها وهو رأسها، وأخذت توقع على رسوماتها بعبارة مجدا للرب وقد وضعت فى اعتبارها أن ما وقع لها كان جزءًا من مخطط الله لحياتها. وذات مرة زار نيل ميلر، عضو هيئة تأمين والدها وأعجب بلوحاتها فأخذها وأقام لها معرضاً. وفي صبيحة يوم العرض أقفل الشارع الذي به المعرض من كثرة السيارات والناس الذين أتوا لزيارة المعرض وعلى واجهة المبنى ينتشر شعار كبير يعلن عن "يوم جوني ايركسون" وكان هناك حشد من مصوري التليفزيون، وطلبت اليها وكالات الانباء الحديث الى الجماهير، وعقدوا معها لقاءات كثيرة وكانت تتحدث عن المسيح وتبشر باسمه وتكلمهم عن الابدية السعيدة ليصل حديثها الى ملاين البشر.
انطلقت وهي على كرسيها تؤلف مراجع تعتبر مصدر تعزية لكل من يجتازون الالم وتخدم الناس بقوة وهي غير قادرة على تحريك ذراعيها ورجليها لكن في داخلها قلب يتحرك بشحنات الحب المتدفق. أمسكت فرشاة ألوانها بأسنانها ترسم بها لوحات من روائع الفن العالمي عاشت حب متبادل مع زوجها وفي، حب فائق للبشرية كلها. هكذا سارت على طريق البناء الجديد حتى كسبت طريقاً جديداً للحياة فى بطولة فريدة من نوعها على كرسيها المتحرك وأجهزتها الصناعية المثبتة حيث الاعضاء معطلة جلست تبتسم للحياة وتعيش فى بهجة وهي ترجع كل شىء لعظمة اللهو.
كان لجوني دورها في الكثير من الحملات التبشيرية وطلبت اليها عشرات الكنائس والمنظمات المسيحية إلقاء بعض الاحاديث لشعبها أن بمعرفة جوني لله صار للحياة هدف قوي فخاضت معركتها وانتصرت.