ثقافة ومجتمع
27 تشرين الأول 2016, 14:09

قصة اليوم: قصة اللّاجىء المتألّم كما أخبرها قداسة البابا فرنسيس

منذ بضعة أيام، حصلت حادثة صغيرة في المدينة، كان هناك لاجئ يبحث عن الدرب، فاقتربت منه سيّدة وسألته "هل تبحث عن شيء ما؟"، لقد كان ذلك اللّاجئ بدون حذاء، وأجابها "أريد الذهاب إلى بازيليك القديس بطرس لعبور الباب المقدّس" ففكّرت السيّدة في نفسها "لكنّه بدون حذاء كيف سيسير إلى هناك؟"، فاتصلت بسيارة أُجرة، ولكن بما أن رائحة ذلك المهاجر اللّاجئ كانت كريهة لم يُرد سائق سيارة الأجرة أن يصعده إلى السيارة، ولكنّه في النهاية سمح له بالصعود، وصعدت المرأة وجلست بقربه وسألته عن قصّته كلاجئ ومهاجر خلال الطريق التي استغرقت عشر دقائق. فأخبرها هذا الرجل قصّته، قصّة الألم والحرب والجوع وعن الأسباب التي جعلته يهرب من وطنه ويهاجر إلى هنا.

 

وعندما وصلوا فتحت السيّدة حقيبتها لتدفع أجرة الطريق للسّائق الذي لم يُرد أن يصعد المهاجر إلى السيارة لأن رائحته كانت كريهة، فقال لها سائق سيارة الأجرة "لا أيتها السيّدة، أنا من ينبغي عليه أن يدفع لكِ لأنّكِ جعلتيني أُصغي إلى قصّة غيّرت لي قلبي". لقد كانت هذه السيّدة تعرف جيّدًا معنى ألم المهاجر لأنها كانت من أصولٍ أرمنيّة وكانت تعرف معاناة شعبها. عندما نقوم نحن بأمر مماثل، قد نرفض أولاً لأنّ الأمر مزعج بعض الشيء "ولكن رائحته كريهة..." ولكن في النهاية، ستُعطِّر القصّة نفسنا وتغيّرنا. فكّروا بهذه القصّة ولنفكِّر بما يمكننا فعله في سبيل اللّاجئين. 

وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لا نقعنَّ في فخ الإنغلاق على أنفسنا، غير مبالين باحتياجات الإخوة ومهتمّين بمصالحنا فقط. بقدر ما ننفتح على الآخرين تصبح الحياة خصبة وتكتسب المجتمعات السلام مجدّدًا ويستعيد الأشخاص كرامتهم الكاملة. لا تنسوا تلك السيّدة أو ذلك اللاجئ ذات الرائحة الكريهة ولا تنسوا سائق سيارة الأجرة الذي غيّر له ذاك اللاجئ حياته.