ثقافة ومجتمع
03 تشرين الثاني 2014, 22:00

قصة اليوم : في الحديقة

جلست في الحديقة العامة والدموع تملأ عيني.... كنت في غاية الضيق والحزن، ظروفي في العمل لم تكن على ما يرام، بالإضافة إلى بعض المشاكل الشخصية الأخرى.بعد عدة دقائق رأيت طفلًا مقبلًا نحوي وهو يقول : "ما أجمل هذه الوردة رائحتها جميلة جدًا ". تعجبت لأن الوردة لم تكن جميلة بل ذابلة، ولكني أردت التخلص من الطفل فقلت : "فعلًا، جميلة للغاية".عاد الولد فقال: "هل تأخذيها؟". دهشت ولكنى أحسست إننى لو رفضتها سيحزن، فمددت يدي وقلت : "سأحب ذلك كثيرًا، شكرًا". انتظرت أن يعطيني الوردة ولكن يده بقيت معلقة في الهواء.وهنا أدركت ما لم أدركه بسبب أنانيتي وانشغالي في همومي.... فالولد كان ضريرًا!! أخذت الوردة من يده، ثم احتضنته وشكرته بحرارة وتركته يتلمس طريقه وينادى على أمه.

بعض من أمور حياتنا تدفعنا للتذمر، فهيّا بنا نتأملها في ضوء مختلف يدفعنا للشكر، هيّا بنا نشكر لأجل:الضوضاء، لأن هذا يعنى إننى أسمع.زحمة المرور، لأن هذا يعنى إننى أستطيع أن أتحرك وأخرج من بيتى.النافذة المحتاجة للتنظيف والأواني التي في الحوض، لأن هذا يعنى إننى أسكن في بيت، بينما كان رب المجد ليس له أين يسند رأسهالبيت غير النظيف بعد زيارة الضيوف، لأن هذا يعنى إن لدي أصدقاء يحبوننى.الضرائب، لأن هذا يعنى إننى أعمل وأكسب.التعب الذي أشعر به في نهاية اليوم، لأن هذا يعنى إن الرب أعطاني صحة لأتمم واجباتى.المنبه الذي يوقظنى في الصباح من أحلى نوم، لأن هذا يعنى إننى مازلت على قيد الحياة، ولي فرصة جديدة للتوبة والعودة إلى الله.إنه من إحسانات الرب إننا لم نفن، لأن مراحمه لا تزول، هى جديدة كل صباح".