قصة اليوم : عزة نفس
من عادة النكبات اذا حَلّتْ، أن تَلهُبَ حماس المحسنين، وتفتح جيوب الأسخياء. ولكنها في الوقت نفسه تقتل عزة النفس ونبل الخلاق في المنكوبين، اذ لا يعود الواحد يفكّر إلا في مصيبته، كأنه هو وحده المنكوب. أما هذا الانسان النبيل، فقد عرف كيف يكتفي بالضروري الذي لا غنى عنه، ليساعد المحتاج.
ما أقلَّ أمثاله! وما أكثر الذين يستغلّون النكبات ليستغنوا على حساب المنكوبين؛ أو يقاسمون البائس المنكوب حصّته في حين أن النكبة لم تنزل بهم. والبعض يطالب بحصّته في الإغاثة وهو في غنى عنها. وآخرون، حتى بعد أن يتدبّروا أمورهم، وتتحسّن أحوالهم، لا يتنازّلون عن طلب المساعدة بحجة النكبة.
طمع! خِسّة نفس! خداع! لا إنسانية! إنها كل هذا معاً ! وإنها لرذيلة الرذائل!
