ثقافة ومجتمع
19 آب 2015, 21:00

قصة اليوم : عزة نفس

هبّ إعصار شديد على بلدة بوميرو في فرنسا فهدمها وشرّد من بقي على قيد الحياة من سكّانها. فأسرعت لجنة الإغاثة الى تدبير المساكن للمنكوبين، والمساعدة على ترميم البيوت المتصدّعة. وجاء أحد المنكوبين يوماً وأرجع الى لجنة الإغاثة ظرفاً، وقال شاكراً "قَدَّمَتْ لي اللجنة 600 فرنك لترميم سطح منزلي. لقد دبّرت الأمر بمئتي فرنك فقط وهذه 400 فرنك أرجعها لأنه لا يحق لي أن أحتفظ بها فربما هناك من يحتاجها أكثر مني."

من عادة النكبات اذا حَلّتْ، أن تَلهُبَ حماس المحسنين، وتفتح جيوب الأسخياء. ولكنها في الوقت نفسه تقتل عزة النفس ونبل الخلاق في المنكوبين، اذ لا يعود الواحد يفكّر إلا في مصيبته، كأنه هو وحده المنكوب. أما هذا الانسان النبيل، فقد عرف كيف يكتفي بالضروري الذي لا غنى عنه، ليساعد المحتاج.
ما أقلَّ أمثاله! وما أكثر الذين يستغلّون النكبات ليستغنوا على حساب المنكوبين؛ أو يقاسمون البائس المنكوب حصّته في حين أن النكبة لم تنزل بهم. والبعض يطالب بحصّته في الإغاثة وهو في غنى عنها. وآخرون، حتى بعد أن يتدبّروا أمورهم، وتتحسّن أحوالهم، لا يتنازّلون عن طلب المساعدة بحجة النكبة.
طمع! خِسّة نفس! خداع! لا إنسانية! إنها كل هذا معاً ! وإنها لرذيلة الرذائل!