ثقافة ومجتمع
05 أيار 2016, 11:00

قصة اليوم : طلب السماح

ثار فلاح على صديقه ووجه إليه كلامة جارحة، وإذ عاد إلى منزله هدأت أعصابه وبدأ يفكر بإتزان :" كيف خرج من فمي كلمة جارحة؟! هل أقوم وأعتذر لصديقي؟". بالفعل عاد الفلاح إلى صديقه، وفي خجل شديد قال له : "آسف فقد خرجت هذه الكلمة عفوا مني، اغفر لي!". قَبل الصديق إعتذاره ، لكن عاد الفلاح ونفسه مُرة، كيف تخرج مثل هذه الكلمة من فمه، وإذ لم يسترح قلبه لما فعله قصد كاهن القرية واعترف بذنبه قائلا له :"أريد يا أبي أن تستريح نفسي، فإنني لا أصدق أن هذه الكلمة خرجت من فمي!".

قال له أبوه الروحي :"إن أردت أن تستريح إملأ جعبتك بريش الطيور، واعبر على كل بيوت القرية ، وضع ريشة أمام كل منزل". في طاعة كاملة نفّذ الفلاح ما قيل له ، ثم عاد إلى أبيه الروحي متهللا ، فقد أطاع!
قال له الأب الكاهن ، "إذهب اجمع الريش من أمام الأبواب".
عاد الفلاح ليجمع الريش فوجد الرياح قد حملت الريش، ولم يجد إلا القليل جدا أمام الأبواب، فعاد حزينا... عندئذ قال له الأب الكاهن: "كل كلمة تنطق بها أشبه بريشة تضعها أمام بيت أخيك. ما أسهل أن تفعل هذا؛ لكن ما أصعب أن ترد الكلمات إلى فمك لتحسب نفسك كأنك لم تنطق بها! ولهذا في كل صباح نرفع قلوبنا لله يا ولدي ونصرخ مع المرتّل: "ضع يا رب حافظا لفمي، وبابًا حصينا لشفتيّ"