قصة اليوم: زهرة أنقذت ثلاث أنفس من الموت !!
وبعد مرور عشرين عاماً، اندلعت الثورة الفرنسية وبدأ الحاكم الجديد ينتقم من الأمراء والنبلاء، وأصدر أمراً بإبادة ذوي المكانة من النبلاء وأراد أن يتشفى بمنظرهم لذلك جلس على منصة كبيرة وكان يقف أمامه كل من كان تهمته إنه ينتمي لهذه الطبقة الغنية. وقف أمامه شاب وأخته وأمهما وكان الشاب ثائراً، وحاول أن يدافع عن أهله لأنه لا يوجد عليهم أي تهمة ولكن الحاكم أمر بإعدام الثلاثة في الساعة التاسعة مساءً فاقتادهم الحارس الى السجن وعند الساعة الثامنة مساءً، ذهب ليقتادهم للإعدام ولكنه سلم السيدة خطاباً وطلب منها ألا تفتحه إلا بعد الساعة التاسعة فاندهشت السيدة جداً فهذا هو موعد تنفيذ الحكم ولكنه سار بهم إلى طريق يصل إلى مركب تبحر إلى إنجلترا وأركبهم المركب من دون أن ينطق بكلمة وأمر البحار أن يبحر وسط ذهولهم. وكانت الساعة قد وصلت التاسعة ففتحت السيدة الخطاب وهي لا تفهم شيئاً فوجدت مكتوب فيه "منذ عشرين سنة، في يوم زواجك، وضعت زهرة جميلة من إكليلك على نعش شقيقتي الوحيدة ولا يمكنني أن أنسى هذه الزهرة ما حييت، لذلك أنقذتك من الموت، أنت وابنك وابنتك فهذا دين علي".
إن كان هذا الرجل لم ينس عمل محبة صغير حصل منذ عشرين سنة وقدّم لمن عملت معه هذا العمل مكافأة أعظم بكثير. فهل ينسى الله ما تقدمه لأجله من تضحية وخدمة وصوم وحمل الصليب فلا يكافئك عنها ! إن كلمة مشجعة تقولها لإنسان بائس، ابتسامة لإنسان حزين، عطية صغيرة لمحتاج، تترك أعظم الأثر في هذه النفوس.