قصة اليوم : درس في الشجاعة والرجولة
يوماً أخذ رفيقه يسخر منه لتقواه، وخصوصاً لتردّده على سرّ الإعتراف. فما كان من الشاب إلا أن نظر إليه نظرة فيها كل معاني الرجولة والصمود والاستخفاف، ثم قال له "نعم، أنا أمارس سرّ الإعتراف! وأيّ شرّ في هذا؟ وإنني أعترف لأسباب ثلاثة : أولاً لأن هذا يرضيني ويسرّني. ثانياً لأن هذا الأمر يعنيني أنا. وثالثاً لأن هذا لا يعنيك!".
لو كان شاباً آخر مكانه، لكان خجل وخاف من السخرية، وخان وجدانه وربّه. أليس من العار أن أخون ضميري فأبقى في حالة الخطيئة، أعني في عداوة مع الله، وذلك تحاشياً لكلمة ساخرة من إنسان لا يقيم وزناً لدين ولا ينقاد لشريعة؟ "ألا يجوز لي أن أتصرّف بما لي كما أشاء؟ أم عينُك حسودٌ لأني كريم" كما يقول الإنجيل المقدس (متى 20 : 15).
والمعروف أن السخرية هي سلاح العاجز الذي لا يجد حجة يستند إليها ليبرّر ضعفه وتقصيره. كما أن الخوف من السخرية هو دليل ضعف الشخصية والجبانة الخلقية.