ثقافة ومجتمع
15 تموز 2016, 07:28

قصة اليوم: خنجر في يد حبيبي

زوجان ربطت بينهما علاقة صداقة وحب فكل منهما لا يجد سعادته وراحته إلا بقرب الآخر إلا أنهما على الرغم من ذلك مختلفين تماماً في الطباع والمزاج.

 

فالرجل هادئ جداً لا يُثار ولا يغضب حتى في أصعب الظروف وعلى العكس تماماً فزوجته حادة الطبع تثور وتغضب وتضطرب لأقل الأمور.

ذات يوم قرّرا الذهاب في رحلة بحرية. أمضت السفينة عدة أيام في البحر وبعدها ثارت عاصفة رهيبة كادت أن تودي بالسفينة إذ كانت الرياح مضادة والأمواج هائجة فامتلأت السفينة بالمياه وانتشر الذعر والخوف بين كل الركاب حتى أن قائد السفينة نفسه لم يخفِ على الركاب أنهم في خطر حقيقي وأن فرصة النجاة من الموت تحتاج إلى معجزة من الله.

لم تتمالك الزوجة أعصابها حينما سمعت تلك الكلمات وشعرت بالخطر الحقيقي فأخذت تصرخ في ذعر، لا تعلم ماذا تصنع وسط ثورتها فذهبت مسرعةً نحو زوجها لعلها تجد عنده فكرة أو حلًا للنجاة من الموت.

كان جميع الركاب في حالة من الذعر الشديد ولكنها فوجئت بزوجها كعادته جالساً هادئاً وكأن شيئا لم يحدث فازدادت غضباً وسخطاً واتهمته بالبرودة واللامبالاة. نظر إليها نظرة ثاقبة وبوجه عابس وأعين غاضبة واستل خنجره المسنون وأسرع لطعنها في صدرها. وحين لامس الخنجر عنقها، قال لها بكل جدية وبصوت حاد "ألا تخافين من هذا الخنجر؟" نظرت إليه وقد ارتسمت الابتسامة على وجهها وقالت "بالتأكيد لا" فقال لها "لماذا؟" فقالت "لأن هذا الخنجر ممسوك في يد حبيبي" فابتسم هو الآخر وقال لها " كذلك هذا البحر وهذه الأمواج الهائجة ممسوكة بيد حبيبي فلماذا الخوف إن كان هو المسيطر على كل الأمور؟".
هل أتعبتك أمواج الحياة؟ هل عصفت بك الرياح وصارت مضادة لك لتحطم كل ما هو جميل في حياتك؟ هل توقعت أن نهايتك وشيكة بفعل هذه الرياح ؟ لا تخف فالله يحبك.