ثقافة ومجتمع
11 تموز 2016, 13:24

قصة اليوم: حمل اثقال الآخرين

سامِح رجل تقي، كان يقضي اوقاتاً كثيرة في غرفته متأملاً كلام يسوع. خاصةً هذه الكلمات التي تقول "احمل صليبك واتبعني".ذات مساء، كان يفكر ويفكر حتى قرر أن يخرج حاملاً هذا الصليب أمام كل الناس من شروق الشمس حتى مغيبها، ليعلّمهم بأنه يحب ويؤمن بيسوع غير مبال بما سيُقال عنه.

 

في صباح اليوم التالي، قام بأخذ صليب كبير وثقيل كان مركوناً في إحدى زوايا مخزن بيته. حمله على كتفيه وخرج به سائراً في الشوارع والأزقة، حيث شاهده جمع كبير من الناس. وسمع من بعضهم كلمات مهينة، وسمع قهقهات وضحكات واستهزاءات البعض الأخر. وغيرهم ينظرون ولا يدركون ما الذي يفعله هذا الرجل. لكنه لم يأبه بكل هذا وأصرّ على إكمال طريقه إلى حين غروب الشمس والعودة إلى البيت.

فجأة سمع صوتا يناديه "يا رجل، هل لك أن تساعدني؟"، استدار سامِح نحو الصوت، وإذا به يرى امرأة مسنة تطلب منه المساعدة في نقل حاجياتها إلى شقتها في الطابق السادس لأنها لا تقوى على ذلك.

أجابها سامِح وهو منزعج "أما ترينني أحمل صليب المسيح الثقيل؟ هل تطلبين مني ترك ما هو ليسوع لأنقل أغراضك الخفيفة هذه إلى شقتك؟"، في نفس اللحظة مرّ رجل بقربه، وما أن شاهد المرأة المسنّة حتى اتجه نحوها طالباً منها السماح له بنقل حاجياتها إلى شقتها، فابتسمت المرأة المسنة في وجه سامِح وقالت له "إذا أردتَ حمل صليب المسيح فاحمل أثقال الآخرين، لأن المسيح لم يحمل ثقله الشخصي بل حمل ثقلك أنت وثقلي عندما سار إلى الجلجلة ليصلب".

كم مرة نتشبث بكلام الإنجيل حرفياً وننسى هدفه ومعناه روحياً؟