ثقافة ومجتمع
25 آب 2015, 21:00

قصة اليوم : حتى النعاس يشترونه بالمال

في بلاد الغرب وخاصةً في أميركا، كل شيء يُشترى بالمال. حتى النعاس يكلّفهم غالياً. والإحصاءات تدلّ على أن ما ينفقه الأميركيون لمشترى الأقراص المنوّمة، يقدّر سنوياً بمبلغ 220 مليون دولاراً أميركي. والحبل على الجرّار.

جاء يوماً أحد المصابين بالأرق الى عيادة طبيب شاب طارت شهرته في معالجة الأرق، وأطلعه على كل ما يحول بينه وبين النوم من أشغال ومهام ومشاريع ورغبة النجاح والكسب... وأخبره أيضاً أنه لم يترك صنفاً من الأقراص المنوّمة إلا واستعمله، فما أفاد شيئاً. ولقد ابتدأ بتناول قرص واحد، ثم قرصين، والآن ما عادت تكفيه أقراص ثلاثة. وفوق ذلك، أصبح عصبي المزاج، وتعتريه الرجفة أحياناً، والنحول آخذ طريقه الى جسمه...
وأول ما أشار به الطبيب، الامتناع التام عن تناول الأقراص المنوّمة. ثم كتب له الدواء التالي : "ابتداءً من اليوم، يجب أن تعمل في الصباح والمساء، صلاة حارة ملقياً بكل همومك بين يدي الله وطالباً عونه الأبوي".
- ولكني أهملت الصلاة منذ زمن بعيد!
- لا بأس! يجب أن تعود إليها، ما من ذلك بدّ!
وأمام إصرار الطبيب ولهجته الجادة، اضطر المريض الى الإختلاء أمام الله في صلاة حارة صباحاً ومساءً. وما هي إلا أيام معدودة حتى عاوده النوم، ومع النوم الراحة والصحة والهناء.
نعم، في عصر الكفر والطمع والتكالب على المادة والشهوة، أصبحت الصلاة دواء لكل ما يشكو منه انسان العصر. والمقصود بالصلاة ليس تمتمة شفاه بل خلوة بنوية مع أحبّ الآباء لنفرغ قلبنا في قلبه مع اليقين بأنه كلي القدرة ولا حد لحنانه وجودته.