ثقافة ومجتمع
27 كانون الثاني 2015, 22:00

قصة اليوم : القلم والممحاة

قالت الممحاة للقلم: كيف حالك يا صديقي؟ رد القلم بغضب: أنا لست صديقك. قالت بدهشة: لماذا؟ رد القلم :لأنني أكرهك.

قالت بحزن: ولما...؟
قال : لأنك تمحين ما أكتب.
قالت : أنا لا أمحو الا الاخطاء.
قال لها: وما شأنك أنت؟
قالت : أنا ممحاة هذا عملي.
قال: هذا ليس عملاً.
قالت : عملي نافع مثل عملك.
قال القلم: انت مخطئة ومغرورة.
قالت : لماذا؟؟؟
قال : لان من يكتب أفضل ممن يمحو.
قالت: إزالةُ الخطأ تعادلُ كتابةَ الصواب.
رفع القلم رأسه وقال: ولكنني أراكِ تصغرين يوماً بعد يوم.
قالت: لأنني أضحّي بشيءٍ من جسمي كلّما محوْتُ خطأ.
قال القلم محزوناً: وأنا أحسُّ أنني أقصرُ مما كنت.
قالت الممحاة تواسيه: لا نستطيع إفادةَ الآخرين، إلا إذا قدّمنا تضحية من أجلهم… ثم نظرت الممحاة إلى القلم بعطف بالغ قائلة: أما زلت تكرهني؟
ابتسم القلم وقال: كيف أكرهك وقد جمعتنا التضحيات؟
مرات كثيرة جداً نحاول أن نقلل من دور بعضنا مع أن الحقيقة هي أننا لا نريد أن نعترف بها، فبدون دور الشخص الثاني لا ينجز العمل، ولا يمكننا أخذ دور بعضنا !
القلم لا يمكن أن يكون ممحاة ولا يمكن للممحاة أن تكون قلماً؛ كذلك نحن، كل واحد منا يتقن دوره بشكل جيد ولكن لا يتقن تأدية كل الادوار.