ثقافة ومجتمع
21 تموز 2015, 21:00

قصة اليوم : الفرق في الغاية

زار ضابط أميركي مستشفى للبرص في الصين. وهاله رؤية راهبة أميركية تضمّد جراح مريض أبرص فاشمأز من رؤية المريض المشوّه، وتأثر من تضحية الراهبة وحنانها ورحابة صدرها. فقال لها بانفعال شديد "المعذرة يا أختي ! كيف تستطعين تضميد هذه الجراح؟ إني لا افعل ذلك مقابل ألف دولار!"فأجابت الراهبة وابتسامة حلوة تشعشع على شفتيها "أنت على حق في قولك. وأنا أيضاً لا أقوم بهذا العمل مقابل عشرة آلاف دولار!" ثم أمسكت بالصليب المعلّق على صدرها وقبّلته بحرارة وقالت "ولكنني أفعله حباً بإلهي هذا!"

ما أعظم الأعمال التي نقوم بها إذا احببنا الله من كل قلبنا. فالتضحية مهما كانت كبيرة فإنها تصبح سهلة ومحبوبة، ولا تعود حملاً ثقيلاً لأنه "حيث يوجد الحب، فليس هناك من عناء بل العناء نفسه يصبح محبوباً" كما يقول أغسطينوس. لأن الله يتراءى حينذاك في أوضع الناس وأحقرهم وأفقرهم، حتى لنراه في المريض الأبرص وفي كل شخص يحتاج إلينا "كنت جائعاً فاطعمتموني، وعطشاناً فسقيتموني..." (متى 25 : 30) فلا نعود نتراجع ولا نشمئز ولا نستثقل شيئاً في سبيل الله الذي يكافئنا حينذاك على محبتنا له بنعمة الشجاعة والتضحية حتى البطولة.