ثقافة ومجتمع
20 حزيران 2016, 14:08

قصة اليوم: الفتاة الرقيقة والمجرم

وقفت فتاة صغيرة مع والدها على رصيف إحدى المحطات ينتظران قريباً لهما ولفت نظرها رجل مقيّد بسلسلة وبجواره أحد رجال الشرطة. سألت والدها عن سبب هذه القيود، وأجابها إنه مجرم، حكمت عليه المحكمة بالسجن وهو في طريقه ليقضي مدة العقوبة. فتأسفت الفتاة عليه وعلى وضعه.

لكن سرعان ما تهلّلت أساريرها إذ تذكرت ما تعلمته أن الرب يسوع يحب الخطأة وقد جاء ليخلّص الأشرار، فأستأذنت والدها وذهبت إلى ذلك الرجل وقالت له "يا عم يا مجرم يسوع يحبك" ، فانتهرها بشدّة، لكنها عادت إليه مرة ثانية لتكرّر نفس الكلمات "الرب يسوع يحبك" فاستشاط الرجل غيظاً وانتهرها مهدداً فعادت أدراجها وقد أدت رسالتها .
جاء القطار، ورجعت الفتاة إلى بيتها، وذهب الرجل في طريقه إلى السجن، وهناك في غرفة مظلمة بدأ في مرارة يستعرض تاريخ حياته الماضية شيئاً فشيئاً وبينما هو يندب حظه العاثر وحياته التعسة إذا بصوت يصل إلى أعماق نفسه يردد الصوت الملائكي "الرب يسوع يحبك" فصرخ قائلاً "من هذا الذي يحبني ؟ لقد تركني الجميع، وهل يوجد من يحبني؟" ، وإذا بالصوت يعود منشداً "نعم، الرب يسوع يحبك". وكلما حاول أن يطرد تلك الصورة كانت تبدو أكثر جمالاً وأعمق تأثيراً حتى تملّكت مشاعره وعواطفه، فصرخ من أعماق نفسه وثقل الخطيئة يحطّم قلبه ودموع التوبة تملأ وجهه "يا يسوع، يا من تحبني، أظهر لي ذاتك، لطالما رفضت دعوتك ولم أستمع لصوتك لكنني اليوم ألتجئ إليك يا من تحبني".  وإذا بنور سماوي ينير ظلمة نفسه ويشرق في أعماق قلبه.
نعم، إنه يحبك وقد تأنّى عليك إلى هذه الساعة، فلقد أصابتك أمراض كثيرة ولكن الرب شفاك منها، وهو لا يريدك أن تهلك في خطاياك لأن الرب يسوع يحبك. ظروف عصيبة مرّت بك لكن الرب أنقذك منها، وهو لا يريد أن تغرب شمس حياتك وأنت في خطاياك لأن الرب يسوع يحبك. أخطار متعددة أحاطت بك كنت فيها قريبًا من الموت، لكن الرب نجّاك منها حتى لا تموت في عصيانك وشرورك لأن الرب يسوع يحبك .
هو لم يحبك بالكلام، لكنه أسلم نفسه لأجلك على الصليب ليسدّد عنك ديون الخطيئة ويحرّرك من سلطانها ويغرس في قلبك الطبيعة الجديدة التي تسلك بالتوبة والإيمان معترفاً بخطاياك فتسمع الصوت الإلهي "ثق يا بني مغفورة لك خطاياك".