ثقافة ومجتمع
12 تموز 2016, 05:40

قصة اليوم: الغلام ومدرّب الجودو

قرر غلام عمره عشر سنوات أن يتعلم رياضة الجودو رغم أنه فقد ذراعه اليُسرى في حادث سيارة مروّع. وبدأ تدريباته مع مدرب ياباني كبير في السن .

 

كان الغلام يشعر بأنه يتقدم وكان من الصعب عليه أن يفهم لمذا بعد ثلاثة أشهر من التدريب لم يعلّمه المدرب غير حركة واحدة .وأخيراً قال الغلام لمدربه "أليس من المفترض أن أتعلم حركات أخرى؟"

فردّ عليه مدربه قائلاً "هذه هي الحركة الوحيدة التى تعرفها، ولكنها هي الحركة الوحيدة التي ستحتاج أن تعرفها طوال عمرك" . لم يفهم الغلام الأمر جيداً ولكن لإيمانه بمدربه استمر في التدريب .
بعد بضعة أشهر، أشرك المدرّب الغلام في مسابقة رياضية وقد اندهش الغلام أنه ربح المبارة الأولى والثانية بسهولة. ولكن واجه صعوبة في المباراة الثالثة. وبعد فترة من الوقت على بدء المباراة، فقد منافسه صبره وهاجمه، وفي رشاقة استخدم الغلام حركته الوحيدة وربح بفضلها ووصل للدور النهائي. وهذه المرة كان منافسه أضخم منه وأقوى وأكثر خبرة، ولوهلة بدا الغلام كأنه في وضع من عدم التكافؤ مع منافسه. وخوفاً عليه من الأذى، أوقف الحَكَم المباراة في وقت مستقطع فتدخّل المدرب بإصرار قائلاً " لا، دعوه يكمل المباراة". فعلاً وبعد استكمال المباراة أخطأ المنافس خطأً فادحًا بتركه وضعه الدفاعي، وهكذا استخدم الغلام حركته الوحيدة ليفوز عليه وفاز بالبطولة .
في طريق العودة للمنزل أخذ الغلام ومدربه مراجعة كل حركة في كل مباراة. وعندها استجمع الغلام شجاعته ليسأل ما يدور حقيقة في ذهنه.
"كيف تسنى لي أن أفوز بالبطولة بحركة واحدة؟" فأجابه مدرّبه قائلاً "لقد ربحت لسببين، أوّلهما أنك قد أجدت واحدة من أصعب الرميات في الجودو، وثانياً أن الدفاع الوحيد المعروف لهذه الحركة هو أن يمسك منافسك بذراعك اليسرى." وهكذا صارت نقطة ضعف الغلام هي ذاتها أقوى نقاط قوّته .

 

أحيانا، نشعر بضعف ما ونبدأ في لوم الله، والظروف ونفوسنا بسببه، ولا ندرك أن ضعفنا يمكن أن يصبح نفسه قوّتنا في أحد الأيام.