ثقافة ومجتمع
01 كانون الأول 2016, 10:53

قصة اليوم: العجوز والموبايل

في إحدى الأيام ذهب صديقان ليصليا فبدأت أعينهما تقع على الحاضرين كعادة البعض، وأثناء استكمال نظراتهما وقعت أعينهما على رجل فقير فصاح أحدهم للآخر قائلاً "انظر، أليس هذا هو الرجل الذي أعطيناه أمس ظرفًا به نقود كمساعدة لإقتراب العيد؟" فأجابه صديقه "نعم هو"، فاستكمل حديثه قائلا "أنظر ماذا يمسك في يده !! إنه هاتف غالي الثمن من الهواتف الحديثة الذي لا نقدر أنا أو أنت على شرائه، كيف رجل مثل هذا يخدعنا بهذه الطريقة؟!".

 

وبعد انتهاء الصلاة أسرعا إليه قائلين "من فضلك، بالأمس أعطيناك ظرف مساعدة نظرًا لقرب العيد ونظرًا لإحتياجك له والآن نريد هذا الظرف فهناك الكثيرين في أشد الحاجة إليه أكثر منك".

أصيب الرجل بالخجل ونظر للأسفل وقبل أن يتكلم صاح شاب كان يقف بجواره في وجه هذين الشابين قائلاً لهم "كيف تقولان هذا لرجل قبلتما أن تساعداه في الخفاء؟ هل تأتيا اليوم كي تعايرانه على الملأ ؟!"

فتكلم احدهما قائلاً "هذا الرجل يمسك هاتفًا في يده لا نقدر نحن على شرائه، فكيف يصنّف نفسه من ضمن الفقراء ؟ كل ما نريده منه أن يعيد إلينا الظرف لنعطيه لمن يستحقه.".

فتكلم الشاب قائلاً لهما "لقد اخطأتما يا سادة، هذا الرجل أتى متأخرًا ولم يجد كتابًا ليقرأ فيه ويتابع ما يقال فأعطيته هاتفي المحمول الذي عليه برنامجًا لمتابعة الصلاة منه". فخجلا جدًا من نفسيهما ونظرا إلى الرجل كي يتعذرا له فلم يجدانه بل وجدا مكانه الظرف وبجواره الهاتف المحمول.