قصة اليوم: العبودية والمحبة
مزايدة شديدة جرت حول واحدة من الفتيات في ريعان شبابها؛ كان سعرها يرتفع من عالٍ إلى أعلى، إلى أن لم يبق سوى رجلين يتزايدان على امتلاكها؛ رجلان مختلفان تماماً في كل شيء؛ هذا فظ الطبع عالي الصوت وذاك هادئ الملامح رقيق الأحاسيس ووديعاً للغاية. وكان الأمر سباقاً بينهما؛ وبدا للجمهور الحاضر أنّ كلاً منهما يصر على أن يمتلك هذه الفتاة.
وأخيراً انتصر الثاني فأعطوها له ومنحوه الأوراق التي تثبت ملكيته لها! أما هي فلم تكن تملك سوى عينيها؛ تُعَبّر بهما لمالكها الجديد عن كراهيتها الشديدة له؛ لكن فجأة تغيّر مدلول نظراتها من الغضب والكراهية إلى الدهشة الشديدة ثم لم تمضِ غير ثوان قليلة حتى بدت عليها علامات الشك والريبة! ماذا حدث؟! لقد فوجئت بالمالك الجديد يمزّق أمامها كل الأوراق التي تثبت ملكيته لها؛ ابتسم الرجل بملء الحنان ثم حادثها وهي لا تزال ترتجف "أنت الآن حرة ليس لأحد سلطان عليك بعد اليوم لقد صمّمت أن أدفع الثمن لكي أحررك".
أذهلتها الصدمة وأخذت تحملق تارة فيه وتارة أخرى في الورق الممزّق أمامها؛ وأخيراً استجمعت قواها وألقت بنفسها عند قدميه والدموع تنهمر من عينيها؛ ثم قالت له "سيدي إنني أحبك ؛ نعم أحبك وسأخدمك طول الحيا".
تأمّل معي "ما لم تقدر أوراق الملكية أن تفعله فعلته المحبة" وماذا عنك أنت؟! ألم يحبّك الرب يسوع؟ ألم يدفع أعلى ثمن لكي يحررك من عبودية إبليس؟ هذه العبودية القاسية جداً! ألم يشتريك بدمه الثمين الذي سفكه من أجلك بآلام وأهوال لا توصف؟ أفلا تأتي عند قدميه مثل هذه الفتاة؛ وتقول له مثلما قالت "سيدي إنني أحبك؛ نعم أحبك؛ وسأخدمك طول الحياة."